مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٣٧
وروي: ان امرأة أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومعها ابن لها مريض، فقالت: يا رسول الله، ادع الله تعالى أن يشفي لي ابني هذا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هل لك فرط؟) قالت: نعم، يا رسول الله، قال: (في الجاهلية أم في الاسلام؟) قالت: بل في الاسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (جنة حصينة، جنة حصينة) (1).
الجنة بضم الجيم: الوقاية، أي: وقاية لك من النار، أو من جميع الأهوال.
وحصينة فعيل بمعنى فاعل، أي: محصنة لصاحبها، وساترة له من أن يصل إليه شر (2).
وعن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من دفن ثلاثة أولاد، وصبر عليهم، واحتسب وجبت له الجنة) فقالت أم أيمن: واثنين؟ فقال:
(من دفن اثنين، وصبر عليهما، واحتسبهما وجبت له الجنة) فقالت أم أيمن: وواحد، فسكت، وأمسك، فقال: (يا أم أيمن، من دفن واحدا، وصبر عليه، واحتسبه وجبت له الجنة) (3).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنا حصينا) فقال أبو ذر:
قدمت اثنين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (واثنين) ثم قال أبي بن كعب:
قدمت واحدا، فقال صلى الله عليه وآله: (وواحدا، ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى) (4).
وعن أبي سعيد الخدري: إن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وآله: اجعل لنا يوما تعظنا فيه، فوعظهن، وقال: (أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد، كانوا لها حجابا من

(١) أخرجه المجلسي في البحار ٨٢: ١١٩ / ١٢ عن مسكن الفؤاد.
(٢) في نسخة (ش): شئ.
(٣) رواه السيوطي في الدر المنثور ١: ١٥٩، والجامع الكبير ١: ٧٧٧ باختلاف في ألفاظه، وأخرجه المجلسي في البحار ٨٢: ١١٩ / ١٢ مسكن الفؤاد.
(٤) رواه أحمد في مسنده ١: ٤٢٩، والترمذي في سننه ٢: ٢٦٢ / ١٠٦٧، وابن ماجة في سننه ١: ٥١٢ / ١٠٦٦ والسيوطي في الدر المنثور ١: ١٥٨.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116