الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٦
لزلفى وحسن مآب * وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر يوم القيامة فعظم شانه وشدته قال ويقول الرحمن لداود عليه السلام مر بين يدي فيقول داود يا رب أخاف ان تدحضي خطيئتي فيقول خذ بقدمي فيأخذ بقدمه عز وجل فيمر قال فتلك الزلفى التي قال الله وان له عندنا لزلفى وحسن مآب * وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال يدنو حتى يضع يده عليه * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه فغفرنا له ذلك الذنب وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال حسن المنقلب * وأخرج الحكيم الترمذي عن مجاهد رضي الله عنه قال يبعث داود عليه السلام يوم القيامة وخطيئته في كفه فإذا رآها يوم القيامة لم يجد منها مخرجا الا ان يلجأ لي رحمة الله تعالى ثم يرى فيقلق فيقال له ههنا فذلك قوله وان له عندنا لزلفى وحسن مآب * قوله تعالى (يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض) الآية * أخرج الثعلبي من طريق العوام بن حوشب قال حدثني رجل من قومي شهد عمر رضي الله عنه انه سأل طلحة والزبير وكعبا وسلمان ما الخليفة من الملك قال طلحة والزبير ما ندري فقال سلمان رضي الله عنه الخليفة الذي يعدل في الرعية ويقسم بينهم بالسوية ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله ويقضى بكتاب الله تعالى فقال كعب ما كنت أحسب أحدا يعرف الخليفة من الملك غيري * وأخرج ابن سعد من طريق مردان عن سليمان رضي الله عنه ان عمر رضي الله عنه قال له أنا ملك أم خليفة فقال له سلمان رضي الله عنه الخليفة الذي يعدل ان أنت جبيت من أرض المسلمين درهما أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة فاستعبر عمر رضي الله عنه * وأخرج ابن سعد عن ابن أبي العرجاء قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه والله ما أدرى أخليفة انا أم ملك قال قائل يا أمير المؤمنين ان بينهما فرقا قال ما هو قال الخليفة لا يأخذ الا حقا ولا يضعه الا في حق وأنت الحمد لله كذلك والملك يعسف الناس فيأخذ من هذا ويعطى هذا * وأخرج ابن سعد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال إن الامارة ما ائتمرتها وان الملك ما غلب عليه بالسيف * وأخرج الثعلبي عن معاوية رضي الله عنه انه كان يقول إذا جلس على المنبر يا أيها الناس ان الخلافة ليست بجمع المال ولكن الخلافة العمل بالحق والحكم بالعدل وأخذ الناس بأمر الله * وأخرج الحكيم الترمذي عن سالم مولى أبى جعفر قال خرجنا مع أبي جعفر أمير المؤمنين إلى بيت المقدس فلما دخل وشق بعث إلى الأوزاعي فاتاه فقال يا أمير المؤمنين حدثني حسان بن عطية عن جدك ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله قال إذا ارتفع إليك الخصمان فكان لك في أحدهما هوى فلا تشته في نفسك الحق له فيفلح على صاحبه فأمحو اسمك من نبوتي لا تكون خليفتي ولا كرامة يا أمير المؤمنين حدثنا حسان بن عطية عن جدك قال من كره الحق فقد كره الله لان الحق هو الله يا أمير المؤمنين حدثني حسان بن عطية عن جدك في قوله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة قال الصغيرة التبسم والكبيرة الضحك فكيف ما جنته الأيدي * وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه في قوله فاحكم بين الناس بالحق يعنى بالعدل والانصاف ولا تتبع الهوى يقول ولا تؤثر هواك في قضائك بينهم على الحق والعدل فتزوغ عن الحق فيضلك عن سبيل الله * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب قال هذا من التقديم والتأخير يقول لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي السليل رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام يدخل المسجد فينظر أغمض حلقة من بني إسرائيل فيجلس إليهم ثم يقول مسكينا بين ظهراني مساكين * وأخرج أحمد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان ابنا لداود مات فاشتد عليه جزعه فقيل ما كان يعدل عندك قال كان أحب إلى من ملء الأرض ذهبا فقيل له ان الاجر على قدر ذلك * وأخرج عبد الله في زوائده والحكيم الترمذي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كان من دعاء داود عليه السلام سبحان مستخرج الشكر بالعطاء ومستخرج الدعاء بالبلاء * وأخرج عبد الله عن الأوزاعي رضي الله عنه قال أوحى الله إلى داود عليه السلام الا أعلمك علمين إذا علمتهما ألقيت وجوه الناس إليك وبلغت بهما رضاي قال بلى يا رب قال احتجز فيما بيني وبينك بالورع وخالط الناس بأخلاقهم * وأخرج أحمد عن يزيد ابن منصور رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام الا ذاكر لله فاذكر معه الا مذكر فاذكر معه * وأخرج أحمد
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست