الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣١٧
إليه ماله وولده فتجئ فتخبر أيوب فيقول لها لقيك عدو الله فلقنك هذا الكلام لئن أقامني الله من مرضى لأجلدنك مائة فلذلك قال الله تعالى وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث يعنى بالضغث القبضة من الكبائس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما وخذ بيدك ضغثا قال الضغث القبضة من المرعى الطيب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وخذ بيدك ضغثا قال حزمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وخذ بيدك ضغثا قال عود فيه تسعة وتسعون عودا والأصل تمام المائة وذلك أن امرأته قال لها الشيطان قولي لزوجك يقول كذا وكذا فقالت له فحلف ان يضربها مائة فضربها تلك الضربة فكانت تحلة ليمينه وتخفيفا عن امرأته * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن بلغه ان أيوب عليه السلام حلف ليضربن امرأته مائة في أن جاءته في زيادة على ما كانت تأتى به من الخبز الذي كانت تعمل عليه وخشي ان تكون قارفت من الخيانة فلما رحمه الله وكشف عنه الضر علم براءة امرأته مما اتهمها به فقال الله عز وجل وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث فاخذ ضغثا من ثمام وهو مائة عود فضرب به كما أمره الله تعالى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وخذ بيدك ضغثا قال هي لأيوب عليه السلام خاصة وقال عطاء هي للناس عامة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه وخذ بيدك ضغثا قال جماعة من الشجر وكانت لأيوب عليه السلام خاصة وهي لنا عامة * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وخذ بيدك ضغثا الآية وذلك أنه أمره ان يأخذ ضغثا فيه مائة طاق من عيدان ألقت فيضرب به امرأته لليمين التي كان يحلف عليها قال ولا يجوز ذلك لأحد بعد أيوب الا الأنبياء عليهم السلام * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبي امامة بن سهل بن حنيف قال حملت وليدة في بنى ساعدة من زنا فقيل لها ممن حملك قالت من فلان المقعد فسئل المقعد فقال صدقت فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا له عثكولا فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضربة واحدة ففعلوا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني وابن عساكر من طريق أبى امامة بن سهل بن حنيف عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال كان في أبياتنا انسان ضعيف مجدع فلم يرع أهل الدار الا وهو على أمة من إماء أهل الدار يعبث بها وكان مسلما فرفع سعد رضي الله عنه شانه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اضربوه حده فقالوا يا رسول الله انه أضعف من ذلك أن ضربناه مائة قتلناه فال فخذوا له عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه ضربة واحدة وخلوا سبيله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن محمد بن عبد الرحمن عن ثوبان رضي الله عنه ان رجلا أصاب فاحشة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض على شفا موت فأخبر أهله بما صنع فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقنو فيه مائة شمراخ فضربه ضربة واحدة * وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى بشيخ قد ظهرت عروقه قد زنى بامرأة فضربه بضغث فيه مائة شمراخ ضربة واحدة * قوله تعالى (انا وجدناه صابرا نعم العبد) الآية * أخرج ابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أيوب عليه السلام رأس الصابرين يوم القيامة * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن العاصي رضي الله عنه قال نودي أيوب عليه السلام يا أيوب لولا أفرغت مكان كل شعرة منك صبرا ما صبرت * وأخرج ابن عساكر عن ليث بن أبي سليم رضي الله عنه قال قيل لأيوب عليه السلام لا تعجب بصبرك فلولا انى أعطيت موضع كل شعرة منك صبرا ما صبرت * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان امرأة أيوب قالت يا أيوب انك رجل مجاب الدعوة فادع الله ان يشفيك فقال ويحك كنا في النعماء سبعين عاما فدعينا نكون في البلاء سبع سنين * وأخرج ابن عساكر عن وهب ابن منبه رضي الله عنه قال زوجة أيوب عليه السلام رحمة رضي الله عنها بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال كان أيوب عليه السلام كلما أصابه مصيبة قال اللهم أنت أخذت وأنت أعطيت مهما تبقى نفسك أحمدك على حسن بلائك * قوله تعالى (واذكر عبادنا إبراهيم) * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست