الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣١٥
الجن بالخشب فيكسر أيديها وأرجلها فقالوا هل توجعنا فلا تكسرنا قال نعم فدلوه على السياط والتمويه أمر الجن فموهت على 7 ثم أمر به فألقي على الأساطين تحت قوائم خيل بلقيس والقارورة لما أخرج الأعور شيطان البحر حيث أراد بناء بيت المقدس قال الأعور ابتغوا إلى بيضة هدهد ثم قال اجعلوا عليها قارورة فجاء الهدهد فجعل يرى بيضته وهو لا يقدر عليها ويطيف بها فانطلق فجاء بماسة مثل هذه فوضعها على القارورة فانشقت فانشق بيت المقدس بتلك الماسة والقذافة وكان في البحر كنز فدلوا عليه سليمان عليه السلام وزعموا أن سليمان عليه السلام يدخل الجنة بعد الأنبياء بأربعين سنة لما أعطى من الملك في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله هذا اعطاؤنا قال كل هذا أعطاه إياه بعد رد الخاتم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فامنن يقول أعتق من الجن من شئت وامسك منهم من شئت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله هذا عطاؤنا الآية قال الحسن الملك الذي أعطيناك فاعط ما شئت وامنع ما شئت فليس لك تبعة ولا حساب عليك في ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب قال بغير حرج ان شئت أمسكت وان شئت أعطيت * واخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال أعطيت أو أمسكت فليس عليك فيه حساب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال ما من نعمة أنعم الله على عبد الا وقد سأله فيها الشكر الا سليمان بن داود عليه السلام قال الله لسليمان عليه السلام فامنن أو أمسك بغير حساب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال إن الله أعطى سليمان عليه السلام ملكا هنيئا فقال الله هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب قال إن أعطى أجر وان لم يعط لم يكن عليه تبعة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان له عندنا لزلفى وحسن مآب أي حسن مصير * وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال الزلفى القرب وحسن مآب قال المرجع * قوله تعالى (واذكر عبدنا أيوب) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه انى مسني الشيطان بنصب وعذاب قال ذهاب الاهل والمال والضر الذي أصابه في جسده قال ابتلى سبع سنين وأشهرا فألقي على كناسة بني إسرائيل تختلف الدواب في جسده ففرج الله عنه وأعظم له الاجر وأحسن * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله بنصب وعذاب قال بنصب الضر في الجسد وعذاب قال في المال * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الشيطان عرج إلى السماء قال يا رب سلطني على أيوب عليه السلام قال الله قد سلطتك على ماله وولده ولم أسلطك على جسده فنزل فجمع جنوده فقال لهم قد سلطت على أيوب عليه السلام فأروني سلطانكم فصاروا نيرانا ثم صاروا ماء فبينما هم بالمشرق إذا هم بالمغرب وبينما هم بالمغرب إذا هم بالمشرق فأرسل طائفة منهم إلى زرعة وطائفة إلى أهله وطائفة إلى بقره وطائفة إلى غنمه وقال إنه لا يعتصم منكم الا بالمعروف فاتوه بالمصائب بعضها على بعض فجاء صاحب الزرع فقال يا أيوب ألم تر إلى ربك أرسل على زرعك عدوا فذهب به وجاء صاحب الإبل فقال يا أيوب ألم تلى إلى ربك أرسل على إبلك عدوا فذهب بها ثم جاءه صاحب البقر فقال ألم تر إلى ربك أرسل على بقرك عدوا فذهب بها وتفرد هو ببنيه جمعهم في بيت أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم فجاء الشيطان إلى أيوب بصورة غلام فقال يا أيوب ألم تر إلى ربك جمع بنيك في بيت أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم فلو رأيتهم حين اختلطت دماؤهم ولحومهم بطعامهم وشرابهم فقال له أيوب أنت الشيطان ثم قال له أنا اليوم كيوم ولدتني أمي فقام فحلق رأسه وقام يصلى فرن إبليس رنة سمع بها أهل السماء وأهل الأرض ثم خرج إلى السماء فقال أي رب انه قد اعتصم فسلطني عليه فإني لا أستطيعه الا بسلطانك قال قد سلطتك على جسده ولم أسلطك على قلبه فنزل فنفخ تحت قدمه نفخة قرح ما بين قدميه إلى قرنه فصار قرحة واحدة وألقى على الرماد حتى بدا حجاب قلبه فكانت امرأته تسعى إليه حتى قالت له أما ترى يا أيوب قد نزل بي والله من الجهد والفاقة ما ان بعت قروني برغيف فأطعمك فادع الله أن يشفيك ويريحك قال ويحك كنا في النعيم سبعين عاما فاصبري حتى نكون

7 بياض بالأصل
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست