الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣١٩
قال أفاعي وحيات * قوله تعالى (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن مجاهد في قوله وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار قال ذلك قول أبى جهل بن هشام في النار مالي لا أرى بلالا وعمارا وصهيبا وخبابا وفلانا اتخذناهم سخريا وليسوا كذلك أم زاغت عنهم الابصار أم هم في النار ولا نراهم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ما لنا لا نرى رجلا كنا نعدهم من الأشرار الآية قال عبد الله بن مسعود ومن معه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شمر بن عطية وقالوا ما لنا لا نرى رجالا الآية قال أبو جهل في النار أين خباب أين أصيب أين بلال أين عمار * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار قال فقدوا أهل الجنة اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار قال أم هما معنا في النار ولا نراهم زاغت أبصارنا عنهم فلم ترهم حين أدخلوا النار * قوله تعالى (قل انما أنا منذر وما من اله الا الله) الآيتين * أخرج النسائي ومحمد بن نصر والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل قال لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار * قوله تعالى (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون) الآيات * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نصر السجزي في الإبانة عن مجاهد في قوله قل هو نبأ عظيم قال القرآن * وأخرج عبد بن حميد في الإبانة ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير عن قتادة قل هو نبا عظيم قال إنكم تراجعون نبأ عظيما فاعقلوه عن الله ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون قال هم الملائكة عليهم السلام كانت خصومتهم في شان آدم عليه السلام إذ قال ربك للملائكة انى جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء إلى قوله انى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ففي هذا اختصم الملا الأعلى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما كان لي من علم بالملأ الأعلى قال الملائكة حين شووروا في خلق آدم عليه السلام فاختصموا فيه قالوا أتجعل في الأرض خليفة * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون قال هي الخصومة في شان آدم أتجعل فيها من يفسد فيها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون فيم يختصم الملا الأعلى قالوا الله ورسوله أعلم قال يختصمون في الكفارات الثلاث اسباغ الوضوء في المكروهات والمشي على الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد ابن حميد والترمذي وحسنه ومحمد بن نصر رضي الله عنه في كتاب الصلاة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني ربى الليلة في أحسن صورة أحسبه قال في المنام قال يا محمد هل تدرى فيم يختصم الملا الأعلى قلت لا فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو في نحري فعلمت ما في السماوات وما في الأرض ثم قال يا محمد هل تدرى فيم يختصم الملا الأعلى قلت نعم في الكفارات والمكث في المسجد بعد الصلوات والمشي على الاقدام إلى الجماعات واسباغ الوضوء في المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير وكان من خطيئة كيوم ولدته أمه وقل يا محمد إذا صليت اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون قال والدرجات افشاء السلام واطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام * وأخرج الترمذي وصححه ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم دعا بسوطه فقال على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا ثم قال أما انى أحدثكم ما حبسني عنكم الغداة انى قمت الليلة فقمت وصليت ما قدر لي ونعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك ربى قال فيم يختصم الملا الأعلى قلت لا أدرى فوضع كفه بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شئ وعرفته فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملا الأعلى قلت في الدرجات والكفارات فقال ما الدرجات فقلت اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام قال صدقت فما
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست