العدوية رضي الله تعالى عنها قالت: استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير. وعن بعض الأعراب أنه تعلق بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم إن استغفاري مع إصراري لؤم، وإن تركي الاستغفار مع علمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني، وأتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا من إذا وعد وفى، وإذا توعد تجاوز وعفا، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين.
(باب النهي عن صمت يوم إلى الليل) 1231 - روينا في سنن أبي داود بإسناد حسن عن علي رضي الله عنه قال: حفظت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لا يتم بعد احتلام ولا صمات يوم إلى الليل " (1).
وروينا في " معالم السنن " للامام أبي سليمان الخطابي رضي الله عنه قال في تفسير هذا الحديث: كان أهل الجاهلية من نسكهم الصمات، وكان أحدهم يعتكف اليوم والليلة فيصمت ولا ينطق، فنهوا: يعني في الإسلام عن ذلك، وأمروا بالذكر والحديث بالخير.
1232 - وروينا في " صحيح البخاري " عن قيس بن أبي حازم رحمه الله قال:
دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على امرأة من أحمس يقال لها: زينب، فرآها لا تتكلم، فقال: ما لها لا تتكلم؟ فقالوا: حجت مصمتة، فقال لها: تكلمي فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية، فتكلمت.
فصل: في آخر ما قصدته من هذا الكتاب، وقد رأيت أن أضم إليه أحاديث تتم محاسن الكتاب بها إن شاء الله تعالى، وهي الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وقد اختلف العلماء فيها اختلافا منتشرا، وقد اجتمع من تداخل أقوالهم مع ما ضممته إليها ثلاثون حديثا.
1233 - الحديث الأول: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إنما الأعمال بالنيات " وقد سبق بيانه في أول هذا الكتاب (2).