السابع: أن يجزم بالطلب، ويوقن بالإجابة، ويصدق رجاءه فيها، ودلائله كثيرة مشهورة.
قال سفيان بن عيينة رحمه الله: لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلمه من نفسه، فإن الله تعالى أجاب شر المخلوقين إبليس، إذ قال: رب أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين) [الأعراف: 14 - 15].
الثامن: أن يلح في الدعاء ويكرره ثلاثا، ولا يستبطئ الإجابة.
التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر الله تعالى.
قلت: وبالصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد الحمد لله تعالى والثناء عليه، ويختمه بذلك كله أيضا.
العاشر: وهو أهمها والأصل في الإجابة، وهو التوبة، ورد المظالم، والإقبال على الله تعالى.
فصل: قال الغزالي: فإن قيل: فما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له؟.
فاعلم أن من جملة القضاء: رد البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لرد البلاء ووجود الرحمة، كما أن الترس سبب لدفع السلاح، والماء سبب لخروج النبات من الأرض، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان، فكذلك الدعاء والبلاء، وليس من شرط الاعتراف بالقضاء أن لا يحمل السلاح، وقد قال الله تعالى: (وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم) [النساء: 102] فقدر الله تعالى الأمر، وقدر سببه.
وفيه من الفوائد ما ذكرناه، وهو حضور القلب والافتقار، وهما نهاية العبادة والمعرفة، والله أعلم.
(باب دعاء الإنسان وتوسله بصالح عمله إلى الله تعالى) 1206 - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " حديث أصحاب الغار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم النار، فقالوا:
إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم. قال رجل منهم:
اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا " (1). وذكر تمام