مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٤
وقال عليه السلام: إن عظيم الأجر مع عظيم البلاء (1).
ولذا كان أشد الناس بلاء - كما في الحديث - الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل (2).
قال النبي صلى الله عليه وآله: نحن - معاشر الأنبياء - أشد بلاء والمؤمن الأمثل فالأمثل، ومن ذاق طعم البلاء تحت ستر حفظ الله له، تلذذ به أكثر من تلذذه بالنعمة (3).
وجعل رأس طاعة الله الصبر وعدله بنصف الإيمان وعدة من مفاتيح الأجر وقرر أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا جسد لمن لا رأس له ولا إيمان لمن لا صبر له، ومن صبر كان له أجر ألف شهيد.
ولذا قال الإمام علي عليه السلام: إن صبرت جرى عليك القضاء وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مأزور (4).
قال الإمام الكاظم عليه السلام: ضرب الرجل على فخذه عند المصيبة إحباط أجره (5).
وتختلف المصائب الواحدة عن الأخرى فمن مرض مزمن إلى أسارة محقرة إلى فقد المال و...
ومن الأمور الهامة فقد الأحبة والأولاد - وقد وردت روايات كثيرة في هذا الباب منها: من قدم من ولده ثلاثا صابرا محتسبا كان محجوبا من النار بإذن الله (8) وان ذلك له جنة حصينة.
وفي جواب الله لداود عليه السلام عندما قال: ما يعدل هذا الولد عندك؟

١ - الكافي ٢: ١٩٦ / ٣ ٢ - رواه الكليني في الكافي ٢: ٦٩١ / ١، وابن ماجة في سننه ٢: ١٣٣٤ / ٤٠٢٣، والترمذي في سننه ٤: ٢٨ / ٢٥٠٩، وأحمد في مسنده ١: ١٧٢، ١٨٠، ١٨٥، والدارمي في سننه ٢: ٣٢٠، والحاكم النيشابوري في مستدركه ١: ٤١ باختلاف يسير.
٣ - مصباح الشريعة: ٤٨٧.
٤ - نهج البلاغة ٣: ٢٢٤ / ٢٩١.
٥ - الكافي ٣: ٢٢٥ / 9.
6 - الجامع الكبير 1: 817.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116