مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٣٢
وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة: حتى أن السقط ليظل محبنطئا على باب الجنة، فيقال له: ادخل، يقول: حتى يدخل أبواي) (1).
السقط مثلث السين، والكسر أكثر (2): هو الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه ، محبنطئا بالهمز وتركه: هو المتغضب المستبطئ للشئ.
وعن معاوية بن حيدة القشيري (3)، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال:
(سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، إني مكاثر بكم الأمم: حتى أن السقط ليظل محبنطئا على باب الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أنا وأبواي؟ فيقال: أنت وأبواك) (4).
وعن عبد الملك بن عمير، عمن حدثه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، أتزوج فلانة؟ فنهاه رسول الله صلى الله عليه وآله عنها، ثم أتاه ثانية فقال: يا رسول الله، أتزوج فلانة؟ فنهاه عنها، ثم أتاه ثالثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (سوداء ولود (5) أحب إلي من عاقر حسناء)، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أما علمت أني مكاثر بكم الأمم؟ حتى أن السقط ليبقى محبنطئا على باب الجنة، فيقال له: ادخل، فيقول: لا، حتى يدخل أبواي، فيشفع فيهما، فيد خلان الجنة).
وعن سهل بن الحنظلية - وكان لا يولد له، وهو ممن بايع تحت الشجرة - قال:
لئن يولد لي في الاسلام (ولد ويموت سقطا (6) فأحتسبه، أحب إلي من أن تكون لي

(١) رواه الصدوق عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام في الفقيه ٣: ٢٤٢ / ١١٤٤ ومعاني الأخبار:
٢٩١
/ ١، ورواه الطبرسي في مكارم الأخلاق: ١٩٦ مرسلا، وأخرجه المجلسي في البحار ٨٢: ١١٧ / ٩ عن مسكن الفؤاد.
(٢) في (ح): أفضل.
(٣) في (ح) و (ش): معاوية بن جيدة القشيري، وفي هامش (ح): معاوية بن صيدة القشيري، وكلاهما تصحيف، وما أثبتناه هو الصواب، راجع (تنقيح المقال ٣: ٢٢٦، تهذيب التهذيب ١٠: ٢٠٥، وتقريب التهذيب ٢: ٢٥٩ / ١٢٢٥، الجرح والتعديل ٨: ٣٧٦ / ١٧٢١، الإصابة ٣: ٤٣٢ / ٨٠٦٥، أسد الغابة ٤:
٣٨٥
).
(٤) رواه السيوطي في الجامع الصغير ٢: ٥٥ / 4724 مرسلا، والمتقي الهندي عن ابن عباس في منتخب الكنز 6:
390.
(5) في (ش) زيادة يعني قبيحة.
(6) نسخة (ش):
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116