كتاب الصلاة - شيخ عبد الكريم الحائري - الصفحة ١٢
صلاة المغرب هو غروب الشمس نعم يوجد في الأخبار الدالة على كون الوقت سقوط القرص ما لا يقبل ان تكون تلك الأخبار شارحة له مثل مرسلة على بن الحكم عن أحدهما عليهما السلام انه سئل عن وقت المغرب فقال عليه السلام إذا غاب كرسيها قلت ما كرسيها قال عليه السلام قرصها فقلت متى يغيب قرصها قال عليه السلام إذا نظرت إليه فلم تره. ومثل رواية زيد الشحام قال صعدت جبل أبى قبيس والناس يصلون المغرب فرأيت الشمس لم تغب وانما توارت خلف الجبل عن الناس فلقيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك فقال عليه السلام لي ولم فعلت ذلك بئس ما صنعت انما تصليها إذا لم ترها خلف جبل غابت أو غارت ما لم يتجللها سحاب أو ظلمة وانما عليك مشرقك ومغربك.
ومحل الاستدلال قوله عليه السلام انما تصليها إذا لم ترها واما قوله عليه السلام غابت أو غارت مع أن الملاك ليس غيبوبة الشمس عن النظر ولو بالحيلولة فمحمول على أن بقاء الشمس على قلل الجبال العالية بحيث يخرج علوها عن المتعارف عرفا لا ينافي غروبها بالنسبة إلى من كان دونها لاختلاف الأفقين إذ يمكن ان يكون علو المحل الذي صعده الراوي لكشف حال الغروب خارجا عن المتعارف ولذا بينه بقوله عليه السلام وانما عليك مشرقك ومغربك الدال على أن المشرق والمغرب باعتبار أفق من كان دون الجبل غيرهما باعتبار من كان فوقه ومثل رواية زرارة قال قال أبو جعفر عليهما السلام وقت المغرب إذا غاب القرص فان رايته بعد ذلك وقد صليت أعدت الصلاة ومضى صومك وتكف عن الطعام ان كنت أصبت منه شيئا. وجه الدلالة مضافا إلى صدر الخبر تفريع الإمام عليه السلام بقوله فان رايته بعد ذلك (الخ) فان الظاهر أن ملاك الإعادة والكف عن الطعام مجرد ثبوت القرص فوق الأفق وهذا واضح.
وهذه الرواية رواها الشيخ (قده) في الصحيح ومثل رواية أبان بن تغلب عن الربيع بن سليمان وابان بن أرقم وغيرهما قالوا أقبلنا من مكة حتى إذا كنا بوادي الأخضر إذا نحن برجل يصلى ونحن ننظر إلى شعاع الشمس فوجدنا في أنفسنا فجعل يصلى ونحن ندعو عليه ونقول هو شاب من شباب أهل المدينة فلما اتيناه إذا هو أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام فنزلنا فصلينا معه عليه السلام وقد فاتتنا ركعة فلما قضينا الصلاة قمنا إليه
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست