مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ١١٨
ولولا ذلك لما قتل جدك علي بن أبي طالب عليه السلام - لما قام بأمر الله جل وعز - ظلما، وعمك الحسين بن فاطمة - صلى الله عليهما - اضطهادا وعدوانا.
ولولا ذلك لما قال الله عز وجل في كتابه: ﴿ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون﴾ (١) ولولا ذلك لما قال في كتابه: ﴿أيحسبون إنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون﴾ (2).
ولولا ذلك لما جاء في الحديث: (لولا أن يحزن المؤمن لجعلت للكافر عصابة من حديد: فلا يصدع رأسه أبدا).
ولولا ذلك لما جاء في الحديث: (أن الدنيا لا تساوي عند الله عز وجل جناح بعوضة).
ولولا ذلك ما سقى كافرا منها شربة ماء.
ولولا ذلك لما جاء في الحديث: (لو إن مؤمنا على قلة جبل لابتعث الله له كافرا أو منافقا يؤذيه).
ولولا ذلك لما جاء في الحديث أنه: (إذا أحب الله قوما - أو أحب عبدا - صب عليه البلاء صبا، فلا يخرج من غم إلا وقع في غم).
ولولا ذلك لما جاء في الحديث: (ما من جرعتين أحب إلى الله تعالى أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا، من جرعة غيظ كظم عليها، وجرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء واحتساب).
ولولا ذلك لما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يدعون على من ظلمهم بطول العمر، وصحة البدن، وكثرة المال والولد.
ولولا ذلك ما بلغنا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا خص رجلا بالترحم عليه والاستغفار استشهد.
فعليكم - يا عم وابن عم وبني عمومتي واخوتي - بالصبر والرضا والتسليم والتفويض إلى الله عز وجل والرضا والصبر على قضائه، والتمسك بطاعته، والنزول عند أمره.

(١) الزخرف ٤٣: ٣٣.
(٢) المؤمنون ٢٣: 55، 56.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116