مغني المحتاج - محمد بن أحمد الشربيني - ج ١ - الصفحة ١١
تحت اليد، والكبر نقيض الصغر (يعجز عن حفظه أكثر أهل العصر) الراغبين في حفظ مختصر في الفقه لأن الهمم قد تقاصرت عن حفظ المطولات بل والمختصرات وصارت على النذر اليسير مقتصرات (الا بعض أهل العنايات) من أهل العصر، وهو سهل الله تعالى عليه ذلك فلا يكبر: أي يعظم غليه حفظه (فرأيت) من الرأي في الأمور المهمة لامن الرؤية (اختصاره) بان لا يفوت شئ من مقاصده. والاختصار ايجاز اللفظ مع استيفاء المعنى، قيل ما دل قليله على كثيره (في نحو نصف حجمه) هو صادق بما وقع في الخارج من الزيادة على النصف بيسير بل هو إلى ثلاثة أرباعه أقرب كما قيل ولعله ظن ذلك حين شرع في اختصاره ثم احتاج إلى زيادة. وقيل إن مراده بذلك ما يتعلق بالمحرر دون الزوائد، ونون النصف مثلثة وفيه لغة رابعة نصيف بزيادة ياء وفتح أوله، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " قوله أنفق أحدكم ملء الأرض ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " (وليسهل حفظه) أي المختصر لكل من يرغب في حفظ مختصر، وتقدم عن الخليل أنه قال: الكلام يبسط ليفهم ويختصر ليحفظ. والحفظ نقيص النسيان (مع ما) أي مصحوبا ذلك المختصر بما (أضمه إليه) في أثنائه (إن شاء الله تعالى) وبذلك قرب من ثلاثة أرباع أصله كما مر (من الأصل) أي المحرر (محذوفات) أي متروكات اكتفاء بذكرها في المبسوطات (ومنها مواضع يسيرة) نحو الخمسين موضعا اذكرها على المختار (ذكرها في المحرر على خلاف المختار في المذهب) الآتي ذكره فيه مصححا (كما ستراها إن شاء الله تعالى) في خلافها له نظرا للمدرك (واضحات) فذكر المختار فيها هو المراد ولو عبر به أولا كما قدرته كان أولى (ومنها ابدال ما كان من ألفاظه غريبا) أي غير مألوف الاستعمال (أو موهما) أي موقعا في الوهم، أي الذهن (خلاف الصواب) أي الاتيان بدل ذلك (بأوضح واخصر منه بعبارات جليات) أي ظاهرات لاخفاء فيها في أداء المراد، وادخال الباء بعد لفظ الابدال على الماتى به موافقة للاستعمال العرفي وإن كان خلاف المعروف لغة من ادخالها على المتروك، فلو قال ومنها ابدال الأوضح والأخصر بما كان من ألفاظه غريبا أو موهما خلاف الصواب كان أولى نحو: أبدلت الجيد بالردئ: اخذت الجيد بدل الردئ، وسيأتي تحرير ذلك في صفة الصلاة إن شاء الله تعالى.
(فائدة) قال الجوهري: الابدال قوم صالحون لا تخلو الدنيا منهم إذا مات منهم واحد ابدل الله تعالى مكانه آخر. وقال على رضى الله تعالى عنه: الابدال بالشام والنجباء بمصر والعصائب بالعراق: أي الزهاد، وعلامة الابدال ان لا يولد لهم وكان منهم حماد بن زيد تزوج بسبعين امرأة فلم يولد له (ومنها بيان القولين والوجهين والطريقين والنص ومراتب الخلاف) قوة وضعفا في المسائل (في جميع الحالات) هذا الاصطلاح لم يسبق إليه المصنف أحد، وهو اصطلاح حسن بخلاف المحرر فإنه تارة يبين نحو أصح القولين واظهر الوجهين، وتارة لا يبين نحو الأصح والأظهر. فإن قيل لم لم يوف المصنف بذلك في كثير من المواضع كما ستقف إن شاء الله تعالى على كثير من ذلك؟ وقد قال الأسنوي: ما ادعاه من بيان ذلك في جميع المسائل مردود، فاما بيان القولين والوجهين، فيرد عليه ما عبر فيه بالمذهب فإنه لا اصطلاح له فيه كما سيأتي. واما بيان الطريقين والنص فلم يستوعب بهما المسائل والأقارب. واما مراتب الخلاف فيرد عليه فيه أنواع سلكها المصنف في كتابه واما ما عدا ذلك فقد استوفاه وإن كان بعضه مردودا اه‍ ملخصا. أجيب بان مراده ما ذكره فلا اعتراض عليه لأنه سيأتي ما لم يبين فيه مراتب الخلاف كقوله: وحيث أقول، وقيل كذا فهو وجه ضعيف والصحيح أو الأصح خلافه، أو ان
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 كتاب الطهارة 16
3 باب أسباب الحدث 31
4 فصل في آداب الخلاء وفي الاستنجاء 39
5 باب الوضوء 46
6 باب مسح الخف 63
7 باب الغسل 68
8 باب النجاسة 77
9 باب التيمم 86
10 فصل في بيان أركان التيمم وكيفيته وغير ذلك 96
11 باب الحيض وما يذكر معه من الاستحاضة الخ 108
12 فصل إذا رأت المرأة من الدماء الخ 113
13 كتاب الصلاة 120
14 فصل إنما تجب الصلاة على كل مسلم الخ 130
15 فصل الأذان والإقامة سنة 133
16 فصل استقبال القبلة شرط لصلاة القادر الخ 142
17 باب صفة الصلاة 148
18 باب شروط الصلاة 184
19 فصل تبطل الصلاة بالنطق بحرفين الخ 194
20 باب سجود السهو 204
21 باب تسن سجدات التلاوة 214
22 باب صلاة النفل 219
23 كتاب صلاة الجماعة 229
24 فصل في صفات الأئمة 237
25 فصل يذكر فيه بعض شروط الاقتداء وآدابه 245
26 فصل: شرط القدوة أن ينوي المأموم الخ 252
27 فصل تجب متابعة الامام في أفعال الصلاة الخ 255
28 فصل في قطع القدوة وما تنقطع به وما يتبعهما 259
29 باب كيفية صلاة المسافر 262
30 فصل في شروط القصر وما يذكر معه 266
31 فصل في الجمع بين الصلاتين 271
32 باب صلاة الجمعة 276
33 فصل في الأغسال المسنونة في الجمعة وغيرها وما يذكر معها 290
34 فصل في بيان ما تدرك به الجمعة وما لا تدرك به، وجواز الاستخلاف وعدمه 296
35 باب صلاة الخوف 301
36 فصل فيما يجوز لبسه للمحارب وغيره وما لا يجوز 306
37 باب صلاة العيدين 310
38 فصل في التكبير المرسل والمقيد 314
39 باب صلاة الكسوفين 316
40 باب صلاة الاستسقاء 321
41 باب في حكم تارك الصلاة المفروضة على الأعيان 327
42 كتاب الجنائز 329
43 فصل في تكفين الميت وحمله 336
44 فصل في الصلاة على الميت المسلم غير الشهيد 340
45 فصل في دفن الميت وما يتعلق به 351
46 مسائل منثورة 356
47 كتاب الزكاة باب زكاة الحيوان 368
48 فصل إن اتحد نوع الماشية 374
49 باب زكاة النبات 381
50 باب زكاة النقد 389
51 باب زكاة المعدن والركاز والتجارة 394
52 فصل شرط زكاة التجارة الحول والنصاب الخ 397
53 باب زكاة الفطر 401
54 باب من تلزمه الزكاة وما تجب فيه 408
55 فصل في أداء زكاة المال 413
56 فصل في تعجيل الزكاة وما يذكر معه 415
57 كتاب الصيام 420
58 فصل في أركان الصوم 423
59 فصل شرط الصوم الامساك عن الجماع الخ 427
60 فصل شرط الصوم الاسلام والعقل الخ 432
61 فصل في شروط وجوب صوم رمضان 436
62 فصل في فدية الصوم الواجب 438
63 فصل في موجب كفارة الصوم 442
64 باب صوم التطوع 445
65 كتاب الاعتكاف 449
66 فصل في حكم الاعتكاف المنذور 455
67 كتاب الحج 459
68 باب المواقيت 471
69 باب الإحرام 476
70 فصل في ركن الاحرام وما يطلب للمحرم الخ 478
71 باب دخول مكة 482
72 فصل فيما يطلب في الطواف من واجبات وسنن 485
73 فصل فيما يختم به الطواف وبيان كيفية السعي 493
74 فصل في الوقوف بعرفة وما يذكر معه 495
75 فصل في المبيت بمزدلفة والدفع منها وفيما يذكر معها 499
76 فصل في المبيت بمنى ليالي أيام التشريق 505
77 فصل في بيان أركان الحج والعمرة وكيفية أداء النسكين وما يتعلق بذلك 513
78 باب محرمات الإحرام 518
79 باب الإحصار والفوات 532