كتاب الصلاة - شيخ عبد الكريم الحائري - الصفحة ٤١٥
كثير الشك سواء كان في الركعات أو الافعال أو الشرائط والأصل في ذلك الاخبار منها حسنة زرارة وأبى بصير أو صحيحتهما قلنا له الرجل يشك كثيرا في صلوته حتى لا يدرى كم صلى ولا ما بقى عليه قال (ع) يعيد قلنا يكثر عليه ذلك كلما عاد شك قال عليه السلام يمضى في شكه ثم قال لا تعودوا الخبيث من أنفسكم بنقص الصلاة إلى آخر الرواية والظاهر منه بمقتضى التعليلات الواردة فيها عدم الاعتناء بالشك الموجب للإعادة فلا يشمل غيره من الشكوك ويمكن استفادة العموم من بعض الروايات الاخر مثل صحيحة محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام إذا كثر عليك السهو فامض في صلاتك فإنه يوشك ان يدعك انما هو من الشيطان فان اطلاق قوله عليه السلام يقتضى عدم الاعتناء بالشك مطلقا سواء كان من الشكوك التي حكمها البطلان أو البناء أو التدارك والحاصل ان الظاهر من الرواية ان كثير الشك يأتي بما بقى من عمله ويدع المشكوك بحاله ولازم ذلك البناء على الأقل فيما كانت الزيادة مبطلة وعلى الأكثر فيما لم يكن كذلك كما أفتى به الفقهاء رضوان الله عليهم.
مسائل: (1) الظاهر أن المراد من السهو في الصحيحة وغيرها من الأخبار الدالة على نفى الحكم السهو في صورة الكثرة هو الشك لعدم إرادة خصوص معناه الحقيقي لدخول كثير الشك في موضوع هذا الحكم للرواية السابقة فيدور الامر بين حمله على خصوص الشك أو الأعم منه ومن السهو ولا ظهور للفظ في أحد المجازين الا ان الشك متيقن على كل حال الا ان يقال ان الاخبار المشتملة على ذكر السهو محمولة على على خصوص السهو بمعناه الحقيقي وحكم الشك يستفاد من الرواية الأولى وفيه ان لفظ السهو في اخبار الخلل استعمل في الشك كثيرا بحيث لم يبق له ظهور في معناه الحقيقي فتبقى اطلاقات الأدلة الحاكمة بوجوب التدارك أو سجدتي السهو عند حصول موجباتهما سليمة عن المخصص.
(2) المرجع في كثرة الشك العرف إذ لا تحديد للشارع في المقام وما ورد في الصحيحة عن الصادق (ع) قال إذا كان الرجل ممن يسهو في كل ثلث فهو ممن كثر عليه السهو على اجماله يحتمل ان يكون بيانا لاحد مصاديقه العرفية ويعتبر في صدقها
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»
الفهرست