نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٢٩
قدرته فوق ولكن للاستدراك والاحتراس وقوله بلا وصف متعلق بما تعلق به الظرف ووصف مضاف والتمكن مضاف إليه واتصال معطوف على التمكن (وحاصل معنى البيت إنه تعالى قد استوى كما أخبر لإطلاق الآية فهو فوق العرش لكنه تعالى غير متصف بالتمكن والاتصال كتمكن الأجسام واتصالها لاحتياجها إلى مكان تقوم فيه ومكان تستقر عليه وكل تلك من صفات الحدوث وربنا منزه عن ذلك تتمة المشهور إن العرش جسم وإنه أعظم المخلوقات جرما ولذا خص بالذكر إذ في قدرة الله متسع فيجب الإيمان بذلك وعن ابن مسعود رضي الله عنه إن بين كل سمائين خمسمائة عام وبين الكرسي وبين العرش خمسمائة عام والعرش فوق الماء والله فوق العرش يعلم ما أنتم فيه وروي عن ابن عباس وابن مسعود وأناس من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أن السماوات والأرض في جوف الكرسي والكرسي بين يدي العرش وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم قال الكرسي ثم قال يا أبا ذر ما السماوات السبع من الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة كما في شرح خليل رحمه الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما لما خلق الله حملة العرش قال لهم احملوا عرشي فلم يطيقوا فخلق مع كل ملك منهم من أعوانهم مثل جنود سبع سماوات وسبع أرضين وما في الأرض من عدد الحصى والثري وقال احملوا عرشي فلم يطيقوا فقال قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فقالوها فاستقلوا بعرش ربنا فنفذت أقدامهم في الأرض السابعة فلم تستقر فكتب في قدم كل ملك منهم اسما من أسمائه فاستقرت أقدامهم قال الناظم رحمه الله 13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي في هذا البيت تأكيد التنزيه له تعالى المفهوم من سابقه أو أعم يريد أن الواجب عند أهل السنة والجماعة اعتقاد أنه تعالى لا يشبه أحدا ولا يشبهه أحد من المخلوقات لا ذاتا ولا صفاتا ولا أفعالا وأن تشبيهه تعالى بشئ من الحوادث ليس طريقا مرضيا يجوز اعتقاده لا شرعا ولا عقلا وكل ما خطر ببالك فالله وراء ذلك وأما ما أطلقه الشرع مما يوهم المشابهة بينه وبين المخلوق في الذات فقد تقدم الكلام فيه مستوفى وكذا في الصفات كعلم الخالق والمخلوق يوصف كل منهما بأنا موجود فقد تماثلا في الوجود مثلا فهو من جهة اللفظ لا من جهة المعنى لأن صفات القديم غير صفات الحادث وإذا تأملت قوله تعالى ليس كمثله شئ انجلت عنك غياهب الآلام وصفت عقيدتك من الشكوك والأوهام
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139