نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ١٣٢
ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها الحديث وقالت الأشاعرة هما أزليتان لا تتغيران ولا تتبدلان فالسعادة الموت على الإيمان لتعلق العلم الأزلي بها والشقاوة الموت على الكفر لتعلق العلم الأزلي بها كذلك والسعيد من علم الله في الأزل موته على الإيمان وإن تقدم منه كفر والشقي من علم الله في الأزل موته على الكفر وإن تقدم منه إيمان فعلى هذا لا يتصور في السعيد أن يشقى ولا في الشقي أن يسعد والظاهر أن الخلاف في الختام لفظي وإنما يظهر الخلاف في الدوام فيجوز عندهم أن يقال أنا مؤمن إن شاء الله نظر للمآل لأنه مجهول الحصول ووافقهم الشافعي على ذلك وعند الماتريدية لا يجوز ذلك نظر للحال فلا بد أن يكون جاز ما بوجود الإيمان غير شاك فيه فإن وضع هذه الكلمة للشك ولذا بطل به الطلاق والعتاق واليمين والبيع ونحو ذلك فكيف يتحقق الإيمان مع وجود الشك ووافقهم على ذلك الإمام أبو حنيفة ومالك وأحمد رحمهم الله تعالى فافهم وتحقق هذا المقام فإنه من مزالق الأقدام وقد وقع فيه خبط من بعض الفضلاء الكرام.
الإعراب ذو الإيمان مبتدأ لا نافية ويبقى مضارع منفى بها وفاعله مستتر يعود إلى ذو الإيمان والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ومقيما منصوب على الحال أو التمييز أو خبر يبقى على أنه بمعنى دام وبشوم جار ومجرور متعلق به والباء فيه للسببية والذنب مجرور بإضافة شوم من إضافة الصفة إلى الموصوف وفي دار اشتعال متعلق بما تعلق به شوم (وحاصل معنى البيت) إن المؤمن لا يبقى مخلدا في جهنم إن دخلها بسبب ما اقترفه في الدنيا من الكبائر وإن مات مصرا عليها بعد أن مات على الإيمان وإنما الخلود لمن مات على الكفر لما تقدم من الأدلة القاطعة بذلك كما تقدم والله أعلم وأحكم قال الناظم رحمه الله 61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي يعني أن دخول المؤمنين الجنة إنما هو بفضل الله تعالى وكرمه لأن العبد لا يستحقه بعمله ولو عمل جميع الطاعات ولم يعص الله تعالى قط إذ لو كان كذلك لكان واجبا عليه تعالى إثابته وقد ثبت بالدلائل القطعية أن مولانا لا يجب
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139