نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ١١٦
وجوز بعضهم لقوله تعالى حكاية عن إبليس قال رب انظرني إلى يوم يبعثون فقال تعالى إنك من المنظرين فهذه إجابة وإليه ذهب أبو القاسم الحكيم وأبو نصر الدبوسي وقال صدر الشهيد وبه يفتي ولكن لا يخفى ما في الاستدلال بالآية لاحتمال أن يكون ذلك إخبارا عما سبق في العلم الأزلي لا استجابة فالأولى أن يقتصر في الاستدلال لهذا القول بالحديث ولا مقتضى لصرفه عن ظاهره فافهم. قال الناظم رحمه الله 54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال الأجداث بالجيم وفي آخره ثاء مثلثة جمع جدث بسكون الدال وقد تحرك ويجمع أيضا على أجدث بضم الدال على وزن أفعل جمع قلة أيضا والمراد ههنا جمع الكثرة وهو مستفاد من آل الاستغراقية يقال أجدث إذا اتخذ جدثا أي قبرا وقد تبدل ثاؤه فاء لغة فيه والمشهور الأول وبه ورد القرآن الكريم وسيبلى من البلاء بالفتح والمد لا من البلى بالكسر والقصر يعني سؤال منكر ونكير في القبر حق ثابت بالدلائل السمعية يبتلى به كل شخص في قبره فيسألان عن توحيد ربه ولو كان قبره البحر أو الهواء أو جوف السباع أو غيرها بعد رد روحه إليه وجلوسه قيل معتمدا على يديه مائلا إلى قفاه فيجيب بما مات عليه من إيمان أو كفر وقد وردت الأحاديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كقوله إذا دفن الميت في قبره أتاه ملكان أسودان أزرقا العينين وهما شخصان مهيبان معهما مرزبتان يقعدان العبد في قبره ويسألانه عن ثلاثة من ربك وما دينك ومن نبيك فإذا أجابهما وسعا في قبره سبعين ذراعا بشارة ويقولان له ثبتك الله بالقول الثابت نم قرير العين وإن كان كافرا يقول هاه هاه لا أدري فيقولان له لا دريت ويضربانه بمرزبة يسمعها ما بين الخافقين إلا الجن والإنس فمن أنكر سؤال القبر كان معتزليا أو قدريا وظاهر كلام المص رحمه الله تعميم السؤال إذ الأصل في كلمة كل استغراق أفراد النكرة الداخلة هي عليها وهذا عند البعض من أن للأنبياء والصبيان سؤالا قال السيد أبو شجاع أن للصبيان سؤالا وكذا للأنبياء عند البعض وقدمناه مع زيادة لكن قال الكمال ابن الهمام في مسايرته الأصح أن الأنبياء لا يسألون ولا أطفال المؤمنين واختلف في أطفال المشركين ودخولهم الجنة أو النار وتردد فيهم أبو حنيفة رحمه الله وغيره ووردت فيهم أخبار متعارضة فالسبيل تفويض أمرهم إلى الله تعالى قال محمد بن الحسن رحمهما الله اعلم أن الله تعالى لا يعذب أحد بلا ذنب انتهى واختلف
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139