نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ١١٤
ودعوة الغازي حتى يرجع ودعوة المظلوم حتى ينتصر ودعوة المريض حتى يشفى ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب وأسرع هذه الدعوات دعوة الأخ لأخيه بالغيب. أخرجه الحافظ وصححه الطبري وقال عليه السلام دعاء الأحياء ينفع الأموات وقال عليه السلام اهدوا إلى أمواتكم قالوا وما الهدية يا رسول الله قال الدعاء والصدقة وقال تصدقوا على موتاكم فإن الله تعالى وكل ملائكته يحملون صدقات الأحياء إليهم فيفرحون بها ويقولون اللهم اغفر لمن نور قبورنا وبشره بالجنة كما بشرنا الحديث والأخبار في ذلك كثيرة وعليه إجماع المسلمين وفي قوله وقد ينفيه أصحاب الضلال إشارة إلى الرد على المعتزلة في زعمهم أنه لا تأثير للدعاء وأن العبد لا ينتفع بعمل غيره ولا بدعائه وهو مردود بما ذكرنا وقوله تعالى وأن ليس للانسان إلا ما سعى اللام فيه بمعنى على أو المعنى ليس له من عمل غيره شئ إذا لم يجعله له ثم اعلم أن تأثير الدعوات في القضاء المعلق فإن القضاء على نوعين معلق ومبرم فالقضاء المعلق يندفع بالدعاء بشروطه وهو الذي أشار إليه المص وكذا بالصدقات وفعل الخيرات والبر والاحسان وصلة الأرحام ومبرم لازم الوقوع لما علمت من قواعدنا أن ما سبق في عمله تعالى من غير تعليق لا بد من وقوعه فهذا لا تغير ولا تبدل وإنما يحصل بذلك الرفق والبركة في العمر والتيسير وعلى هذا حمل كل ما ورد من نحو الصدقة تدفع البلا وتزيد في العمر وصلة الرحم تزيد في العمر ونحو ذلك ثم أن للدعاء شروطا ألزمها خلو جوف الداعي من الحرام لما في حديث مسلم يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب له أي كيف ومن أين يستجاب لمن هذه صفته وقبح ما فيه فهو ظاهر في أن تناول الحرام مانع من إجابة الدعاء ومنها أن لا يدعو بحرام كان يدعو بالشر على غير مستحقه ولا بمحال ولو عادة فإن الله تعالى أجرى الأمور على العادة فالدعاء بخرقها تحكم على القدرة القاضية بدوامها وذلك سوء أدب مع الله تعالى قيل إلا بالاسم الأعظم ومنها أن لا يكون فيما يسئل غرض فاسد كطلب مال للتفاخر وطول عمر لغير طاعة ومنها أن لا يكون فيما يسئل غرض فاسد كطلب مال للتفاخر وطول عمر لغير طاعة ومنها أن يكون على وجه الاختيار فإنه سوء ظن بالله تعالى وهو تعالى على كل شئ قدير ومنها أن لا يستعظم حاجته وأن يكون حاضر القلب وتكون الإجابة عنده أغلب من الرد لخبر ادعوا الله وأنتم موقنون فإن الله تعالى لا يسمع دعاء من قلب غافل لاه ولخبر يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي ومنها أن لا يشتغل به عن فرض ومنها أن لا يضجر
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139