مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ١٣٩
المهاج، رتبته في الآفاق شهيرة ورفعته أسمى من شمس الظهيرة، ولم يكن في عصره ومصره من يدانيه من مده وقصره، وهو في العلم فاضل لا يسامى، وفي الأدب فاضل لم يكل الدهر له حساما، إن شهر طبق وإن نشر عبق، وشعره أبهى من شف البرود وأشهى من رشف الثغر والبرود... إلى أن قال قدس سره: ومن شعره قوله:
قل لأهل العذل لو وجدوا * من رسيس الحب ما نجد أوقدوا في كل جارحة * زفرة في القلب تتقد ثم ذكر تمام القصيدة وبعض قصائده الفائقة فتوفى قدس سره سنة 1017.
السيد درويش الغريفي البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط ونرجو من القراء أن يتحملوا المبالغات كما تحملنا:
سيد العلماء المحققين، سند الفضلاء المدققين، جامع المعقول والمنقول، مستنبط الفروع من الأصول، قطب دوائر التحقيق، صدر صدور المدرسين، كان من أدباء زمانه، عارفا بالعلوم الأدبية، عالما بالفنون الرياضية، وهو مجاز عن شيخه صاحب الحدائق، وله تأليفات منها كتاب شرح القواعد، وكتاب جواهر الحروف، وكتاب القصائد، ورسالة في الإمامة، وكتاب في تفسير الأسماء الحسنى وغير ذلك، مات في شيراز سنة 1204 الرابعة والمائين والألف وقبره في شيراز في السعدية.
رقية بنت الشيخ الميرزا علامة بن الشيخ الحسن بن الشيخ محمد صالح الحائرية.
ولدت في كربلاء سنة 1307 هجرية، وتوفيت في 5 رجب سنة 1399، ودفنت في مقبرة أسرتها البرغانيين خلف الشاه زاده حسين بقزوين.
قرأت المقدمات والعلوم العربية على رجال أسرتها في كربلاء، كما حفظت القرآن الكريم قبل التاسعة من عمرها، وأخذت الفقه والأصول عن الشيخ صدر الدين المعروف بعماد الاسلام ابن الشيخ الميرزا عبد الوهاب البرغاني والشيخ الميرزا أحمد البرغاني، فنبغت في علوم القرآن والتفسير، وكانت من فواضل نساء عصرها، وتصدرت للتدريس في كربلاء للنساء أكثر من نصف قرن، وقد تزوجت بابن عمها الشيخ حسن بن الشيخ الميرزا علي نقي، وكان زوجها مع فضله يستفسر منها في حل بعض المسائل العلمية والفقهية. كما كانت من مراجع الأمور الشرعية للنساء في كربلاء. ومن مؤلفاتها رسالة في خواص السور القرآنية وبعض الآيات، رسالة في غريب القرآن.
هاجرت من كربلاء إلى قزوين بعد طغيان النظام البعثي العراقي (1).
رويبة بن وبر البجلي.
عند ما أصر الخوارج يوم النهروان على ضلالهم دعا علي ع برجل من أصحابه يقال له رويبة بن وبر البجلي فدفع إليه اللواء وأمره بالتقدم إلى القوم، قال: فتقدم إلى القوم وهو يقول:
لقد عقد الامام لنا لواء * وقدمنا إمام المؤمنينا بأيدينا مثقفة طوال * وبيض المرهفات إذا حلينا نكر على الأعادي كل يوم * ونشهد حربهم متواريينا ونضرب في العجاج رؤوس قوم * تراهم جاحدين وعابدينا قال: فحمل فجعل يقاتل حتى استشهد.
السائب بن مالك الأشعري.
مرت كلمة عنه في الصفحة 182 من المجلد السابع، ونضيف إليها هنا ما يلي:
لما خرج المختار في الكوفة طلبا بثار الحسين ع انضم إليه السائب، ولما اصطدمت قوى المختار بقوى عبد الله بن مطيع والي ابن الزبير على الكوفة، أقبل المختار في عساكره حتى وقف على أفواه السكك وأمر أصحابه بالقتال، فاقتتلوا قتالا لم يسمع به ولا بمثله. قال: وجعل السائب بن مالك الأشعري ينادي: ويحكم يا شيعة آل رسول الله إنكم قد كنتم تقتلون قبل اليوم، وتقطع أيديكم وأرجلكم من خلاف، وتسمل أعينكم، وتصلبون أحياء على جذوع النخل، وأنتم إذ ذاك في منازلكم لا تقاتلون أحدا، فما ظنكم اليوم بهؤلاء القوم إن هم ظهروا عليكم! فالله الله في أنفسكم وأهاليكم وأموالكم وأولادكم! قاتلوا أعداء الله المحلين، فإنه لا ينجيكم اليوم إلا الصدق واليقين، والطعن الشزر، والضرب الهبر، ولا يهولنكم ما ترون من عساكر هؤلاء القوم فان النصر مع الصبر. فعندها رمت الناس بأنفسهم عن دوابهم، ثم جثوا على الركب وشرعوا الرماح وجردوا الصفاح وفوقوا السهام، واصطفقوا بالصفوف اصطفاقا، وتشابك القوم اعتناقا، فصبر القوم بعضهم لبعض ساعة، وقتل من الفريقين جماعة، وانهزم أصحاب عبد الله بن مطيع، واقتحم المختار وأصحابه الكوفة.
السيد سعد صالح.
مرت كلمة عنه في الجزء الأول من المستدركات، وكتبناها يومذاك مما كان في الذاكرة من مواقفه، وكنا نفتقر إلى الوثائق والمصادر التي كانت بعيدة عنا يوم كتابة تلك الكلمة.
وقد وقع في أيدينا بعد ذلك بعض ما كتبه عنه جعفر الخليلي مما نأخذه هنا، قال وهو يتحدث عن بدء ممارسته للمحاماة في النجف.
عرف الناس في سعد شخصية ممتازة من حيث رعايتها للحقوق، والتزامها بواجب المحامي الذاب عن حقوق موكله بكل معنى الذب، وبدأت تحوط اسمه هالة من الاجلال والاحترام، وكانت النجف قد شرعت تدب فيها الاختلافات فسعى إلى إزالتها ووفق بين النزاعات المختلفة، فإذا به بين ليلة وضحاها بصبح شخصية لها شئ من الوجاهة. ثم بدأ يزيد نفوذه على مر الأيام ويكبر في العيون يوما بعد آخر.
وقد صار لسعد شان آخر فوق الشأن الذي أكسبته إياه المحاماة، وصا لأخذ رأيه من لدن رجال اللواء والقضاء قيمة في المهمات والطوارئ.
لقد عرفته صادقا وهو يقدس الصدق ويفضله على جميع الصفات وعرفته جريئا، وهو يعطي الجرأة كل ما ينبغي أن تعطى لتكون جرأ محمودة.
وسعد شاعر وخطيب، وله شعر كثير أغلبه يصدر نزعاته الوطنية وقليل منه في النواحي الأخرى.

(1) الشيخ عبد الحسين الصالحي.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370