مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٥٠
ونواحيها، هذا ما قاله ابن خلدون، ولكن أبا الفداء يقول إن سليمان بن عبد الله قتل بوقعة فخ وجمع رأسه مع رؤوس القتلى.
إدريس يغزو المغرب الأقصى ثم إن إدريس اتخذ جيشا كثيفا من وجوه زناتة وأوربة وصنهاجة وهوارة وغيرهم، وخرج غازيا بلاد تامستا، ثم زحف إلى بلاد تاولا ففتح معاقلها وحصونها، وكان أكثر أهل هذه البلاد لم يدخلوا في الاسلام وإنما الاسلام بها قليل، فأسلموا جميعهم على يده.
ورجع إلى مدينة وليلى مؤيدا منصورا، فدخلها أواخر ذي الحجة سنة 172، فأقام بها شهر المحرم أول سنة 173 ريثما استراح الناس، ثم خرج يغزو من كان بقي من قبائل البربر بالمغرب على غير دين الاسلام، وكان قد بقي منهم بقية متحصنون في المعاقل والجبال والحصون المنيعة، فلم يزل إدريس يجاهدهم في حصونهم ويستنزلهم من معاقلهم حتى دخلوا في الاسلام.
وكانت البلاد التي غزاها هذه المرة هي: حصون فندلاوة وحصون مديونة وبهلولة وقلاع غياثة وبلاد فازاز ثم عاد إلى مدينة وليلى فدخلها في النصف من جمادي الآخرة من السنة المذكورة.
إدريس يغزو المغرب الأوسط الجزائر أقام إدريس في وليلى بقية جمادى الآخرة ونصف رجب التالي لها ريثما استراح جيشه ثم خرج منتصف رجب المذكور لغزو مدينة تلمسان ومن بها من قبائل مغراوة بني يفرن فانتهى إليها ونزل خارجها فخرج إليه صاحبها محمد بن خزر مستأمنا ومبايعا له فأمنه إدريس وقبل بيعته.
ودخل مدينة تلمسان فامن أهلها ثم أمن سائر زناتة وبني مسجد تلمسان وأتقنه ثم رجع إلى وليلى. أما الأحداث الأخرى في حياة إدريس فتراجع في ترجمته المتقدمة في المجلد الثالث.
الشاه إسماعيل الأول الصفوي والصفويون مرت ترجمته في الصفحة 321 من المجلد الثالث، ثم ذكرنا تفاصيل أخرى عنه في الصفحة 16 من المجلد الأول من المستدركات.
وها هنا تفاصيل أخرى كتبها واحد من معاصري أواخر عهد الصفويين هو السيد حسين بن مرتضى الحسيني الاسترآبادي في كتاب بعنوان من الشيخ صفي إلى الشاه صفي وهذا الكاتب عاش في عصر الشاه حسين 1106 1135 وكتب ما كتب سنة 1115.
ونحن ننشر مقاله أولا ثم نعلق عليه والمقال مكتوب بالأصل بالفارسية وقد تركناه بنصه لاعطاء صورة كاملة من آراء الكاتب وعن تعبيره عن رجال ذلك العهد واعتقاده بهم غير متدخلين في آرائه وتعبيره واعتقاده، تاركين للقارئ استنتاج ما يشاء من الحقائق وحدها. قال الكاتب:
الصفويون: من صفي الدين إلى إسماعيل سلطان الأولياء وبرهان الأصفياء، سراج سماء الولاية الأعظم السلطان صفي الدين إسحاق قدس سره كان شمسا من مشرق الولاية، شخصية دينية نيرة، وشمس من مطلع الهداية، ناشر الشريعة. اسمه الشريف هو حضرة السيد إسحاق، ولقبه الكريم هو صفي الدين، وفي بعض الكتب نجيب الدين. ولكن هذا اللقب غير معروف وكنيته الشريفة أبو الفتح. كان مولده السعيد في سنة 651 في آخر أيام حكومة العباسيين، وبعد وفاة والده الكريم أشرفت والدته المحترمة على تربيته وأحواله، وعمل فترة من الزمن في كسب الفضائل والكمالات الصورية، وقد تغلبت عليه رغبة السير والسلوك وإدراك مشاكل عالم المعنى، ووضع خطاه وسار في وادي الجهاد ونكران الذات والتصوف، وكان ينوي أن يلزم خدمة مرشد عالم جليل، صاحب مكارم يتتلمذ على يديه، ويكسب آداب السلوك، ويبلغ الكمال. فكان يقضى أيامه بجوار مرقد الشيخ فرح الأردبيلي والشيخ أبي سعيد وهما من مريدي شيخ الطائفين الشيخ جنيد البغدادي، وأحيانا يقضي أيامه بجوار مرقد العارف الرباني الشيخ شهاب الدين محمد الأهري. حتى وصل صيته إلى أسماع الشيخ نجيب الدين مرعش الشيرازي، فحصل لديه رغبة في زيارته ولما كان أخوه الأكبر السيد صلاح الدين يقيم في مدينة شيراز وهو يتمتع بالمال والجاه والصيت، وقد تزوج هناك عفيفة من الأشراف النبلاء، فقد استأذن من والدته أن يسافر إلى مدينة شيراز بحجة زيارة أخيه، فتوجه بالفعل نحو المقصود، وكان يلتقط من الثمار حيث يحل في طريقه، ومع كل من كان يجتمع بهم من أصحاب الفكر والمنزلة والقدر، وحين وصل إلى شيراز كان الشيخ نجيب الدين مرعش قد انتقل إلى جوار ربه، فالتقى بنجله الشيخ ظهير الدين والتقى بمشايخ تلك الديار. وبدت عليه آثار الكرامة حتى التقى بمولانا رضي الدين وهو من العلماء من أصحاب الشأن، وكان في خدمته حتى أنهى من التفسير إلى سورة إذا زلزلت، ومن ثم حصل على ترخيص ندريس التفسير. كما اجتمع بالشيخ مصلح الدين سعدي الشيرازي. وفي بيضاء بولاية فارس التقى بالشيخ ركن الدين البيضاوي، ومن ثم التقى بالأمير عبد الله قدس سره وهو فارس ميدان الهداية وقدوة أرباب التصوف، فشرح له ما جرى عليه، فتأمل مليا وأجاب أيها الشاب التركي، إن الذي توصلت إليه من الجهاد، ونكران الذات، وعظمة الشأن، لم تبلغه بصيرتنا، ولم يصل إليه طائر همتنا. إن الذي تريده أنت وتتمنى أن تبلغ إليه لا يرشدك إليه سوى عارف المعارف الربانية الشيخ إبراهيم زاهد الكيسلاني، لا أحد سواه. وهو في كيلان بالقرب من بلدك، ويعيش هناك قرب البحر في خلوته، ووصف له جمال بشرته وقال: إنه رجل قصير القامة، أبيض الوجه أسود العينين، عريض الجبين، رأسه أصلع، كث اللحية.
فلم يلبث صاحبنا أن ودع مشايخ فارس وتوجه إلى أردبيل، فوصل إلى صومعة الشيخ زاهد ووقف إلى الصلاة، وكان ذلك في شهر رمضان المبارك، وكانت من عادات الشيخ زاهد أن لا يجتمع في هذا الشهر مع أحد، وكان الشيخ صفي الدين إسحاق قد وصل إليها في ذلك اليوم، فخرج الشيخ زاهد من خلوته وقال لخادمه: لقد حل علينا اليوم ضيف وهو الآن في الصومعة، مشغول بعبادة الله تعالى، آتني به، فجاء إليه الخادم وأخذه إلى الشيخ زاهد.
وما أن رآه الشيخ زاهد حتى أمره بتزكية النفس ونكران الذات، وكان صفي الدين يفطر مرة واحدة في كل أسبوع. ولكن أخيرا حسب ما نصحه الشيخ زاهد قلل هذا الأمر إلى ثلاثة أيام، وكانت وجبة الافطار تقتصر على حفنة من الرز اليابس. وجاءت موارد كثيرة من مكارم ومعجزات صفي الدين في كتابي صفوة الصفا وفتوحات أميني الهروي: ومنها أنه رأى ليلة في المنام أنه يتقلد سيفا، وعلى رأسه قبعة من جلد السمور، وكلما رفع قبعته ظهرت الشمس في أم رأسه تضيء العالم، وقال الشيخ زاهد في تأويل هذه الرؤيا: إن السيف
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370