مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٣٥٥
والكحل والمني والريحان والقراصيا والسمن والودك والبلح والعصفر والبان والتفاح والإجاص والزنجار والسوسن والدهن والزفت والأشكلاط وطبع الورد والقراصيا والخوخ والعفص.
وأورد كذلك وسائل لقلع الأصباغ من الثياب والسواد من الخف، ورد ألوان الثياب بما فيها الأطلس والعتابي وقلع الدهن، وتنظيف الشياشيات الحريرية من أوساخها وبقعها وغيرها.
الرسالة يبدو أن الكندي كان قد تلقى رسالة من أحدهم يسأله فيها عن قلع الآثار والطبوعات من الثياب وغيرها، فكتب إليه هذه الرسالة التعليمية الخفيفة المئونة، السريعة التعلم والسهلة على الطالب. والتي فيها منفعة للخاصة والعامة.
والرسالة بكل بساطة تعرض لكل ما يقلع الأثر من الثياب الفاخرة والثياب البيضاء والخز والوشي والطيالسة الطرازية والقرمزية والفراء، وكذا المصبوغ من الثياب أما الآثار التي قد تلحق بما ذكر عالية فهي آثار وطبوعات كل من: المداد والحبر والدبق والشمع والنفط والبزر والسمن والودك من اللحم والرؤوس والسمك والمرق والنطفة والدم وقشور الرمان وأثرها والمغرة والأسرنج والسواد.
إن القراءة المتأنية للرسالة تفيدنا في تسجيل الحقائق التالية:
كانت أكثر المواد استعمالا لقلع الآثار والطبوعات هي الماء والحرض الأشنان والصابون.
تظهر الرسالة أن العلماء العرب المسلمين قد عرفوا التدخين كطريقة للتنظيف، وخاصة تدخين القماش أو الثياب بالكبريت، فالسواد من الثياب المصبوغة يدلك بحماض الأترج المرضوض ثم يدخن بالكبريت وهو رطب، والثوب الأحمر يغسل بالحرض ويدخن بالكبريت، ولإزالة أثر الزعفران يغسل بالبورق ويدخن بالكبريت، وكذا آثار وطبوعات الأسرنج والمغرة تطلى بالماذريون المدقوق وتدلك بماء الحمض وتدخن بالكبريت، والثوب الوشي إذا بان فيه أثر البزر، بخر بالكبريت وغسل بالصابون.
وفي تقديري أن هذه المسألة من أهم ما عرفه العلماء العرب في مجال تنظيف الثياب ففي عصرنا نرى أن التنظيف بالبخار إنجاز علمي متقدم، وعندي أن التنظيف بالبخار قد عرفه العرب منذ منتصف القرن الثالث الهجري، وقد وردت إشارة صريحة إلى ذلك في مخطوطة فوائد في قلع الآثار من الثياب وغيرها والذي يعود تاريخ نسخه إلى منتصف القرن الثامن الهجري، ونص العبارة: إذا أردت أن يذهب صبغ الثوب فدخنه وهو رطب بالكبريت، وأي صبغ لا يذهب بالغسل يذهب بالتبخير. فالتبخير يعلو الغسل مرتبة في التنظيف، وتلك نظرية العصر في زماننا.
كانت المواد المستعملة في إزالة الآثار والطبوعات مما يسهل الحصول عليه من البيئة ولا تحتاج إلى كثير عناء لا في التحضير أو التجهيز مثل الخل والحرض والصابون والأشنان واللبن والملح والخردل والشعير والماذريون والكبريت والسمسم والصعتر والرماد والطين الحر والرمان والبورق والخطمي والقرطم والقلي والنورة والتين والكتان والتمر وغيرها من المواد المذكورة في الرسالة، وهي في مجملها مواد متوفرة في البيئة المحلية.
اتسمت الرسالة بالاختصار الشديد فلم تفصل في كيفية استعمال المواد أو طرق استخدامها والكميات التي يجب خلطها بعضها مع بعض، ولعل الكندي كان مدركا لذلك ولكنه تركها ثقة منه بفطنة من يخاطبه في عصره، بل إن فصل علي بن ربن الطبري يبدو أشد اختصارا من رسالة الكندي، وكذا الفوائد في قلع الآثار، أما الفصل التاسع من المخترع فإنه يفصل ويوضح ويشرح كيفية استعمال المواد وكمياتها النسبية ومعالجتها عند وضعها على الثياب وغيره. ومعلوم أن صاحب المخترع قد عاش في منتصف القرن الثامن الهجري تقريبا، وطبيعة الحياة في عصره تختلف عن نظيرتها في منتصف القرن الثالث الهجري.
وبالاجمال، فان الرسالة تطرح موضوعا جديدا في بابه لا علم لمحققها إن كان أحد من الباحثين والمحققين في التراث العربي أو الدارسين لتاريخ العلوم عند العرب قد أشاروا لهذا الفن فن قلع الآثار والطبوعات من الثياب وغيرها في أبحاثهم أو دراساتهم.
يوسف بن قزغلي بن عبد الله التركي العوني الهبيري البغدادي سبط أبي الفرج بن الجوزي.
هكذا ذكره الذهبي في الصفحة 297 من الجزء 23 من كتابه سير أعلام النبلاء. ووصفه: بالشيخ العالم المتفنن الواعظ البليغ المؤرخ الأخباري واعظ الشام. وكان قد أضاف إلى ألقابه لقب الحنفي. ثم قال في ترجمته:
ولد سنة نيف وثمانين وخمس مائة. وسمع من جده ومن عبد المنعم بن كليب وعبد الله بن أبي المجد الحربي، وبالموصل من أحمد وعبد المحسن بن ابني الخطيب الطوسي، وبدمشق من أبي حفص بن طبرزد وأبي اليمن الكندي وطائفة.
حدث عنه الدمياطي وعبد الحافظ الشروطي والزين عبد الرحمن بن عبيد والنجم الشقراوي والعز أبو بكر من الشايب وأبو عبد الله بن الزراد والعماد بن البالسي، وآخرون.
انتهت إليه رئاسة الوعظ وحسن التذكير ومعرفة التاريخ، وكان حلو الايراد، لطيف الشمائل، مليح الهيئة، وافر الحرمة، له قبول زائد وسوق نافذ بدمشق. أقبل عليه أولاد الملك العادل وأحبوه، وصنف تاريخ الزمان وأشياء، ورأيت له مصنفا يدل على تشيعه. وكان العامة يبالغون في التغالي في مجلسه.
سكن دمشق من الشبيبة وأفتى ودرس. توفي بمنزله بسفح قاسيون، وشيعه السلطان والقضاة، وكان كيسا ظريفا متواضعا، كثير المحفوظ، طيب النغمة، عديم المثيل.
له تفسير كبير في تسعة وعشرين مجلدا.
توفي في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وست مائة انتهى.
ويبدو أن الكتاب الذي ذكر الذهبي انه يدل على تشيع المترجم هو كتاب رياض الافهام وهو في مناقب أهل البيت، وفيه قول النبي ص لعلي:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370