مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ١٣٤
أما العدل وأما إنصاف المظلوم من الظالم، فنترك الحكم عليه لمعاصري حمد، فهم أدرى منا بالحقيقة، وهل كان الشاعر حين نظم هذا البيت ينطق بلسانهم، أم كان ينطق بلسانهم أولئك الذين مشوا بقيادة قاسم الزين للتظلم من حمد؟!.
والشاعر لا يخفي بعد ذلك، الغرض من قدومه من العراق وتجشمه العناء ونظمه الشعر، فهو يقول لحمد:
إليك أتت تطوي الفيافي ركائبي * من النجف الأعلى إلى دير قاسم براها السرى لم يبق غير إهابها * يقوم على أضلاعها والقوائم وها هي في مثواك ألقت رحالها * وأنت لها دون الورى خير راحم على أن هذا الشاعر كان إذا عجز عن القدوم إلى الجبل وإنشاد الشعر في البلاط الوائلي، وإذا حالت الأحوال دون أن يقدم مدائحه بنفسه بين يدي حمد يرسل القصائد من العراق، فتحقق غايتها وكانت قصائده المرسلة من العراق تتميز عن القصائد الأخرى بحرارة العاطفة وبما تتضمنه من شوق إلى جبل عامل وحنين لمرابعه.
وكما رأينا فان ما أوردناه من أبيات القصيدة الأولى إنما يمثل شعرا جافا لا رواء فيه، وكل القصيدة على نفس النمط. وأما القصيدة المرسلة من العراق فإنها مفتتحة بشعر عاطفي تتفجر فيه لواعج الشوق إلى الديار الأولى والأحبة النائين:
إلى عامل شوقي وفي القلب عامل * فيا ويح قلبي ما به الشوق عامل يحملني ما لا أطيق وإنه * ليثقل رضوى بعض ما أنا حامل فراق ووجد واشتياق ولوعة * وحزن وإن طال المدى متطاول وذكر حبيب نازح ومنازل * بعدن وفي قلبي لهن منازل وأجفان عين لا تجف دموعها * ونار لها بين الضلوع مشاعل فما أنسى لا أنسى الزمان الذي مضى * بعاملة والدهر عني غافل ويا حبذا لبنان من سفح عامل * ويا حبذا أجباله والسواحل ويمضي بعد ذلك في المديح مشيرا هذه المرة فيما يشير إلى ما عرف به حمد من الشعر والأدب:
فيا حبذا ذاك اليراع وحبذا * بنان غدت تجري به وتساجل ثم يعود إلى وقائع حمد ومعاركه قائلا فيما يقول:
حميت بلاد المسلمين وصنتها * وأنت لدين الله كاف وكافل وجمعت شمل العدل وهو مبدد * وفرقت شمل الجور والجور شامل فهو يريد أن يسبغ على تلك الحروب غلالة دينية ويظهرها بمظهر من حمت بلاد المسلمين وصانتها!... ثم من أشاعت العدل ومزقت الجور!...
ولا ندري العلاقة بين حماية بلاد المسلمين وبين هذه الحروب، والمتقاتلون جميعا مسلمون. ولو كان في مقاتلة إبراهيم باشا حماية لبلاد المسلمين وكفالة لدين الله، لما ألبت انكلترا العالم الغربي على محمد علي وولده إبراهيم!...
أما العدل وأما الجور فلا نظن أن قد اختلف وقعهما على الشعب في كلا الموقفين...
ولكن الشاعر يريد أن يبرر حركة حمد ويعطي حروبه صفة ترفعها إلى المواقف الملتزمة، وبالتالي يريد أن يبرر إشادته هو نفسه بتلك الحروب!.
ثم يسترسل الشاعر في الحديث عن القتال والمقاتل الأول حمد في أبيات عديدة:
وكم لك في يوم الحروب مواقف * ثبت لها والجو بالنقع حائل ويمعن في المبالغات:
فلولاك ما ثارت جياد إلى الوغى * ولولاك لم تعقد لسيف حمائل وهو الشاعر الوحيد في شعراء حمد الذي ذكر في شعره إبراهيم باشا باسمه صريحا:
رمى الله إبراهيم منك وجيشه * بغائلة فاغتالهم منك غائل ثبت لهم والحرب فاغرة اللهى * فما حلتهم فيها وأنت المماحل فلا زلت للهيجاء يا بن زعيمها * زعيما تحييك القنا والقنابل وبعد أبيات طويلة تصف في مبالغات ساحات الوغى والقتال والثواكل والنادبات والرياح السافيات والعقبان والذئاب، بعد ذلك يشير إلى وقعة يسميها يوم الجسر:
وكم لك من أمثالها يا بن قطبها * كفاك بيوم الجسر ما أنت فاعل فمزقتهم بالبيض كل ممزق * وألبستهم ثوب الردى وهو شامل الشيخ خلف بن الشيخ عبد على بن الشيخ حسين من آل عصفور.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
شيخ المشايخ الأجلة ورئيس المذهب والملة، الواضح الطريق والسنن، والموضح الفروض والسنن، المتفنن في جميع الفنون، والمفتخر به الآباء والبنون وهو مجاز عن أبيه عن جده الشيخ حسين العلامة، وأنه مجاز عن عمه الشيخ حسن المتقدم ذكره، وله طريق إلى علماء الرياضة، فاخذ علم الرياضة عن الشيخ عبد الله بن مبارك، وعلى الجملة كان إماما في الجمعة والجماعة في بلدتنا بوشهر، فخرج من البحرين لأمر قد ذكرناه أول الكتاب، وكان معاصرا للشيخ محمد حسن صاحب الجواهر وله تصانيف كثيرة: منها الكتاب المسمى بواضحة البرهان في رد من عمل بظواهر القرآن، ومنها كتاب اليواقيت وعليه تقريض من العلامة النجفي، فقال: فهو كتاب لم يعمل مثله في فنه، يشتمل على تحقيقات رائعة وأبحاث فائقة، ومنها رسالة الكتاهورية، ومنها رسالة في الميراث ورسالة في علم الحروف ورسالة الصلاتية ورسالة في بيان حديث اللهم أرني الأشياء كما هي ورسالة في التقية، واختياراته في الفقه وأجوبة الكازرونية وكتاب إكمال الأسبوع، وكتاب في أعمال اليوم والليلة، وكتاب الخطب وكتاب القصائد في الرثاء وكتاب شرح السداد، ورسالة في أن الفرقة الناجية هي الفرقة الاثني عشرية، وكتاب الجوهرة السنية في تعقيبات الصلاة اليومية، وكتاب مزيل الشبهات عن المانعين من تقليد الأموات وأجوبة البرازجانية، ورسالة في العدالة ورسالة في أن يد التي أحد الممتلكات الشرعية وبيان المراد منها شرعا وعرفا، ومنها كتاب التحفة الغالية في بيان الحقوق المالية، ومنها كتاب نصاب الكامل في تعداد النوافل، وله رسالة صغيرة في الرضاع وأجوبة المسائل الدهلكية، ورسالة في الرد على مذهب البابية وهذه الرسالة كتبها بأمر عمه العلامة الشيخ حسن المتقدم ذكره وهي رسالة لطيفة،
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370