نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٥٩
القيامة وما خص به صلى الله عليه وسلم في ذاته وصفاته وأفعاله وأحواله وشريعته وأمته يكاد أن لا يحصى وقد جمع بعضهم في مؤلف على حدة لا يسعه هذا المختصر كانشقاق القمر ومجئ الشجر وتسبيح الحصى وكلام البهائم ونبع الماء بين أصابعه الشريفة والمعراج ورؤية ربه في الدنيا كما سيأتي وغير ذلك وكذا ما نقل من أوصاف حليته ولطف خلقته ومحاسن صورته ومكارم أخلاقه وجميل مكارمه وأفعاله وصفاته وهذه وأن يشاركه في بعضها غيره من الأنبياء عليهم السلام إلا أنه لم تجتمع جميعها في أحد قط لا قبله ولا بعده وقد روي أن أبا بكر رضي الله عنه كان كلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صغره وتأمل في أوصافه يقول ما خلق هذا إلا لأمر عظيم فلما دعاه إلى الإسلام قال هذا الذي كنت أرجو منك حتى في اسمه عليه السلام كما قال مادحة بيت:
وشق له من اسمه كي يجله * فذو العرش محمود وهذا محمد وقرن اسمه باسمه في كلمة الشهادة: لا إله إلا الله محمد رسول الله ورفع ذكره بقوله تعالى ورفعنا لك ذكرك وكمال رفع ذكره استمراره إلى يوم القيامة وذلك ببقاء شريعته المؤيدة بالقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه الدال على صدق دعواه فيما جاء به من عند الله المرشد إلى الإيمان في كل وقت وزمان فهو من أعظم خصائصه عليه السلام وأما من قبله من الأنبياء عليهم السلام فخصه الله من المعجزات بما يثبت به دعواه بحسب زمانه فإذا انقضى زمانه انقضت معجزاته كقلب العصى حية وإخراج اليد بيضاء في زمن موسى عليه السلام لأن الغلبة فيه كانت بالسحر فأتاهم بما هو فوق ذلك وفي زمن سليمان عليه السلام كانت بالملك فأتاهم بملك لم ينله غيره وفي زمن عيسى عليه السلام كانت بالطب فأتاهم بما هو أبهر منه أعني إحياء الموتى وفي حديث النجاري ما من نبي إلا أعطى ما بمثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله تعالى إلى وفي معناه قولان غير متنافيين يرجع حاصلهما إلى أن معجزات الأنبياء عليهم السلام انقرضت بانقراض أعصارهم مع كونها حسية تشاهد بالأبصار كعصاة وناقة صالح فلم يشاهدها إلا من حضرها ومعجزة تشاهد بالبصيرة فيشاهدها كل من جاء بعد الأول وإنما كان أكثر معجزات الأمم السابقة حسية لبلادتهم وأكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفرط ذكائهم وشدة أفهامهم والله أعلم. قال الناظم رحمه الله:
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139