نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٣٦
سمعت الناس يقولون شيئا فقلت مثله لا أدري فيقولان قد كنا نعلم أنك كنت تقول ذلك ثم يقولان للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك وقوله فيجزيهم على قدر الخصال أي المسطرة في الصحف فيعطى كل إنسان كتابه المثبت فيه طاعته ومعاصيه يعطى للمؤمن بيمينه وللكافر بشماله من وراء ظهره قال تعالى ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وقال تعالى وأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا إلى غير ذلك من الأدلة ثم عليه يقع الحساب لأنه الجامع لما قدمت يداه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا * فيجازي بما في كتابة إن خيرا فخير وإن شرا فشر وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى الإعراب يميت مضارع أمات وفاعله مستتر يرجع إلى الله تعالى والخلق مفعوله وقهرا منصوب أما على الحال من الفاعل أو من المفعول أي حال كونه قاهرا أو حال كونهم مقهورين وعلى كل فهي حال لازمة أو على المصدرية مؤكدا للفعل المقدر أي يقهرهم قهرا ويحتمل التمييز وثم للتراخي عطف على يميت وفاعل يحيي فاعل يميت ومفعوله محذوف أي الخلق فيجزيهم عطف على يحيي والفاء للتعقيب على وفق متعلق بيجزي (ومعنى البيت) ظاهر تتمة يجب الإيمان بأن ملك الموت يقبض أرواح العالمين بأمر ربهم عند حلول الأجل والإماتة فعل الله تعالى وإسناد التوفي إلى ملك الموت في قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم بطريق المجاز لأنه المباشر بنفسه أو بأعوانه والمقتول ميت بأجله عند أهل السنة والجماعة وليس له أجل آخر قطعه القاتل قال تعالى لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وقال الشاعر:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تنوعت الأسباب والعمر واحد وزعم بعض المعتزلة أن القاتل قطع على المقتول أجله وهو مردود بما قدمنا فإن قيل إذا كان المقتول ميتا بأجله فمؤاخذة القاتل لماذا أجيب بأن مؤاخذته بسبب أنه ارتكب المنهي ومباشرته خراب بنيان الله تعالى قال تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق وقال عليه السلام إلا دمي بنيان الرب ملعون من هدمه ولأنه لو لم يقتل القاتل لظهر الفساد بين العباد بانتقام كل خصم من خصمه قال تعالى ولكم في القصاص حياة يا أولو الألباب أي إذا علم قاتل أنه إذا قتل قتل به انكف عن القتل فيسلم القاتل والمقتول فالأجل واحد عند أهل السنة لا يزيد ولا ينقص وأما ما ورد من نحو صلة الرحم تزيد في العمر والصدقة تزيد
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139