نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ١٠٢
أذكره بلساني سبعين مرة،، وذلك أن ملكا لا يكتبها وبشرا لا يسمعها وأجيب عنه بأن ذلك إن صح عليها فهو محمول على أنها قالته قبل اطلاعها على الكتب ثم اطلاع الملكين الموكلين بالعبد على كتب الهم بالقلب على معصية أو طاعة أما بكشف الله تعالى لهما على القلب وما يحدث فيه كما يقع لبعض الأولياء وأما بإعلام الله تعالى أيهما بذلك ويؤيده ما وقع في حديث ابن عمر رضي الله عنه فينادي الملك اكتب لفلان كذا وكذا فيقول يا رب إنه لم يعمل فيقول إنه نواه وأما بريح يظهر لهما من القلب فريح الحسنة طيبة وريح السيئة خبيثة تمتاز بها وعلم بقوله بعددهن أنه لو نوى الارتداد في الحال يصير كافرا في الحال بالأولى ويحتمل كلامه معنى آخر وهو أن من دام على الإيمان دهرا طويلا مع إحسان العمل ثم بعد ذلك نوى الردة يخرج عن الإيمان في الحال ويبطل جميع ما قدمه من الخير لكن المعنى الأول أبلغ والمراد بالنية العزم والتصميم كما قدمنا لأن مجرد الخطور بالبال غير معتبر اتفاقا لأن ذلك ليس في وسع العبد لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فلو خطر له مع كراهته وخوف إظهاره بلسانه أو فعله كان مثابا لأنه عين الإيمان ما دام مصمما على التصديق وقد قال عليه السلام إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست به نفوسها ما لم تعمل به أو تتكلم إذ الاحتراز عنه غير ممكن بخلاف العزم والتصميم فإن الاحتراز عنه ممكن ولذا كان عزمه على الكفر ولو بعد سنين يخرجه عن الإيمان في الحال فإن قلت في حديث رواه مسلم والإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس قلنا معناه إن كل ما حاك في النفس واستكرهته كان أثمان عند وقوعه لأن النفس بطبعها تحب اطلاع الناس على خيرها وتكره ضد ذلك ولكن قالوا الهم بالمعصية الذي لا يؤاخذ به شرطه أن لا يصر عليه وإلا فهو به آثم وإن تكلم اللسان بخلافه حتى أن الله تعالى يلي في قلوب الناس ما أضمره كما روى محمد بن داود قال حدثنا محمد بن جعفر عن إبراهيم النخعي قال إن الرجل ليتكلم بالكلام وفي كلامه المقت ولكنه ينوي به الخير فيلقي الله تعالى في قلوب الناس الاعتذار عنه حتى يقولوا ما أراد بقوله هذا إلا خيرا وإن الرجل ليتكلم بكلام حسن لا ينوي به الخير فيلقي الله تعالى في قلوبهم حتى يقولوا ما أراد بقوله هذا إلا شرا فعلم به أن العبرة لما في القلب وأن الوسوسة ساقطة الاعتبار وأن الجزم والتصميم هو المعتبر ولذا شرط ذلك في الإيمان بحيث لا يخالطه شئ ينافيه إذ لو كان معه تردد أو تشكيك لم تثبت
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139