مشارق الشموس (ط.ق) - المحقق الخوانساري - ج ٢ - الصفحة ٤٥٧
الفضل والتبرك به في غيرها من الأيام وإن كان يجوز صومه حسب ما تضمنه الخبر أي خبر الزهري من التخيير ويشعر عبارة المصنف بالميل إلى الكراهة وحمل السنة على الأيام التي بعد الثلاثة بعيد مخالف لما اشتهر بين الناس في صيام الستة ولظاهر لفظ خبر الزهري وصوم داود (عليه السلام) قد مر تفسيره وما يدل عليه من صحيحة حماد بن عثمان وخبر محمد بن مروان وما رووه من قول النبي صلى الله عليه وآله لعبد الله بن عمر وروا أيضا عن عبد الله بن عمر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله أحب الصيام إلى الله تعالى صيام أخي داود (عليه السلام) كان يصوم يوما ويفطر يوما وأحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود (عليه السلام) كان يرقد شطر الليل ويقوم ثلاثة ثم يرقد آخره وما اشتمل عليه من كيفية الصلاة فلا يخلو عن شئ عندنا ويوم التروية قد مر في المرسلة المروية عن الصادق (عليه السلام) أن صوم يوم التروية كفارة سنة وهو الثامن من ذي الحجة سمي بذلك لان الحاج كان يتروى الماء لعرفة من مكة إذا لم يكن بها ماء كاليوم فكان بعضهم يقول لبعض ترويتهم لتخرجوا وقد مر وجه آخر له في تسمية عرفة وثلاثة أيام للحاجة وخصوصا بالمدينة قد مر البحث عنه في مسألة صيام المسافر ويوم النصف من جمادي الأولى قال الشيخ رحمه الله في المصباح في النصف منه سنة ست وثلاثين كان مولد أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين (عليهم السلام) ويستحب صيام هذا اليوم وفيه بعينه من هذا الشهر من هذه السنة كان فتح البصرة لأمير المؤمنين (عليه السلام) وروى المفيد من صام الخميس والجمعة والسبت من شهر حرام كتب الله له عبادة تسع مائة سنة رواه رحمه الله عن راشد بن محمد عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وآله من صام في شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة وفي صوم عاشور أخرنا أي على طريق الحزن بمصاب رسول الله صلى الله عليه وآله والجزع لما حل بعترته (عليه الصلاة وعليهم السلام) لا على وجه الفضل في صومه والتبرك به والاعتقاد لبركته وسعادته فإن ذلك إن كان باعتبار قتل الحسين (عليه السلام) فلا ريب في أنه نصب وكفر صريح بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وكان حشره مع الذين قتلوه وإن كان في نفسه مع قطع النظر عنه فخطأ وعد المحقق رحمه الله في الشرايع صوم عاشورا على وجه الحزن من الصيام المستحب وقال الشارح في المسالك أشار بقوله على وجه الحزن إلى أن صومه ليس صوما معتبرا شرعا بل هو إمساك بدون نية الصوم لان صومه متروك كما وردت به الرواية وينبه على ذلك قول الصادق (عليه السلام) صمه من غير ترتيب وأفطره من غير تشميت وليكن فطرك بعد العصر فهو عبارة من ترك المفطرات اشتغالا عنها بالحزن والمصيبة وينبغي أن يكون الامساك المذكور بالنية لأنه عبادة أقول قول المحقق يحتمل ما ذكره وإن كان الظاهر ما ذكرناه وأما كلام المتن فلا يحتمل ما ذكره بقرينة تتمته كله أو إلى العصر أو تركه روايات وعدم التقييد بالحزن في أكثر الروايات لا ينافي شمولها بإطلاقها له وأما ما يدل منها على الاستحباب فما رواه الشيخ في التهذيب عن أبي همام في الموثق عن أبي الحسن (عليه السلام) قال صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشورا وعن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال صيام يوم عاشورا كفارة سنة وعن مسعدة بن صدقه عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) أن عليا (عليه السلام) قال صوموا العاشورا التاسع والعاشر فإنه يكفر ذنوب سنة وهذا الخبر يشعر بإطلاق عاشورا على التاسع أيضا وعن كثير النوا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال لزقت السفينة يوم عاشورا على الجودي فامر النوح (عليه السلام) من معه من الجن والإنس أن يصوموا ذلك اليوم وقال أبو جعفر (عليه السلام) أتدرون ما هذا اليوم هذا اليوم الذي تاب الله عز وجل فيه آدم (عليه السلام) وحواء (عليها السلام) وهذا اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون ومن معه وهذا اليوم الذي غلب فيه موسى (عليه السلام) فرعون وهذا اليوم الذي ولد فيه إبراهيم (عليه السلام) وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم (عليهما السلام) وهذا اليوم الذي يقوم فيه القائم (عليه السلام) وأما ما يدل على الترك فما تقدم في صوم عرفة من خبر زرارة عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وما روى في الكافي والتهذيب عن جعفر بن عيسى بن عبيد قال سألت الرضا (عليه السلام) عن صوم عاشورا وما يقول الناس فيه فقال عن صوم ابن مرجانة لتسألني ذلك يوم ما صامه إلا الأدعياء من آل زياد بقتل الحسين (صلوات الله عليه) وهو يوم يتشاءم به آل محمد صلى الله (عليه وعليهم السلام) ويتشاءم به أهل الاسلام واليوم المتشائم به الاسلام وأهله لا يصام ولا يتبرك به ويوم الاثنين يم نحس قبض الله فيه نبيه صلى الله عليه وآله وما أصيب آل محمد صلوات الله عليهم إلا في يوم الاثنين تشأمنا به وتبرك به أعداؤنا ويوم عاشورا قتل الحسين (عليه السلام) وتبرك به ابن مرجانة ويتشأم به آل محمد صلى الله عليه وآله فمن صامهما أو تبرك بهما لقي الله عز وجل ممسوخ القلب وكان محشره مع الذين سنوا صومهما والتبرك بهما وعن عبيد بن زرارة قال سمعت زرارة يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن صوم يوم عاشورا فقال من صامه كان خطه من صيام ذلك اليوم خط ابن مرجانة وآل زياد قال قلت وما خطهم من ذلك اليوم قال النار وعن نجية بن الحارث العطار قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن صوم يوم عاشورا فقال صومه متروك بنزول شهر رمضان والمتروك بدعة قال نجية فسألت أبا عبد الله (عليه السلام) فأجاب بمثل جواب أبيه ثم قال لي أما أنه صيام يوم ما نزل به كتاب ولا جرت به سنة إلا سنة آل زياد بقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) وفي الكافي عن عبد الملك قال سألت
(٤٥٧)
مفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله (3)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (4)، الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبى عليهما السلام (1)، النبي إبراهيم (ع) (1)، النبي عيسى بن مريم عليهما السلام (1)، النبي نوح عليه السلام (1)، النبي آدم عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (5)، شهر جمادى الأولى (1)، شهر ذي الحجة (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، زيارة عاشوراء (9)، شهر رمضان المبارك (1)، يوم عرفة (3)، نجية بن الحارث العطار (1)، جعفر بن عيسى بن عبيد (1)، عبد الله بن ميمون (1)، عبد الله بن عمر (2)، مدينة البصرة (1)، عبيد بن زرارة (1)، علي بن الحسين (1)، حماد بن عثمان (1)، كثير النوا (1)، أنس بن مالك (1)، محمد بن مروان (1)، مسعدة بن صدقة (1)، ابن مرجانة لعنه الله (3)، راشد بن محمد (1)، القتل (3)، الصيام، الصوم (12)، الحزن (3)، الإستحباب (2)، الغلّ (1)، الصّلاة (4)، الحج (1)، الجواز (1)، السفينة (1)، العصر (بعد الظهر) (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الصوم المفطرات الأكل والشرب 339
2 الجماع قبلا أو دبرا لادمي 341
3 البقاء على الجنابة عمدا مع بها 343
4 الحقنة بالمائع 343
5 الارتماس 344
6 الامساك من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس 346
7 فيما يشترط في صحة الصوم 347
8 في النية للواجبة والمندوبة 348
9 في وجوب استمرار النية 355
10 فروع 358
11 موارد العدول من فرض إلى فرض 358
12 فيما لو عدل من فرض غير معين إلى النفل 358
13 في عدم وجوب الصوم على الصبي 362
14 حكم ما لو بلغ في أثناء النهار 364
15 عدم صحة صوم المغمى عليه 365
16 عدم صحة الصوم في السفر 369
17 في صحة صوم المعين إذا وافق السفر 371
18 في حكم قدوم المسافر قبل الزوال ولم يتناول شيئا 378
19 عدم جواز صوم المريض المتضرر به 382
20 في عدم وجوب الحائض والنفساء 383
21 في صحة المستحاضة 384
22 صحة صوم الجنب إذا لم يتمكن من الغسل 385
23 فساد صوم من بقي على الجنابة حتى طلوع الفجر 386
24 وجوب قضاء الصوم على كل تارك للصوم 389
25 عدم صحة صوم العيدين ولا أيام التشريق 392
26 عدم صحة صوم يوم الشك بنية رمضان 394
27 عدم صحة صوم الليل 395
28 وجوب القضاء والكفارة مع تناول شئ من المفطرات عمدا 397
29 في حكم الاستمناء والملاعبة 400
30 في اكراه الزوجة الصائمة على الجماع 401
31 في عدم سقوط الكفارة بعروض مسقط شرعي كالحيض والسفر الضروري 404
32 فيما إذا افطر لظن دخول الليل 407
33 وجوب القضاء مع تعمد القئ 410
34 في وجوب القضاء والكفارة بالكذب على الله 412
35 حكم ما لو تعمد الارتماس 413
36 في تكرر الكفارة بتكرر الموجب في اليوم الواحد 418
37 من افطر في رمضان مستحلا له فهو مرتد 420
38 في تعزير المجامع 421
39 في عدم وجوب الفورية في القضاء 427
40 مقدار الطعام المسكين في الكفارة 431
41 درس: في عدم بطلان الصوم بابتلاع الريق جواز التبريد بالغسل 436
42 كراهية مباشرة النساء 438
43 كراهية اخراج الدم المضعف بفصد أو حجامة 439
44 كراهية شم الرياحين 439
45 في مستحبات السحور والإفطار 443
46 في إتيان النساء أول ليلة رمضان 444
47 استحباب احياء ليلة القدر 444
48 في انقسام الصوم بانقسام أحكامه 447
49 في الصوم المستحب 453
50 كتاب الاعتكاف في عدم وجوب الاعتكاف الا بنذر أو عهد أو يمين أو غيره 503