فتح العزيز - عبد الكريم الرافعي - ج ٥ - الصفحة ٥٧٨
الإماء المطر وقال الأزهري وسقيه بالنضح أن يستقى له من ماء النهر أو البئر بساتينه وغيرها وتسمى السواني نواضح الواحدة سانية والغرب الدلو الكبير: إذا عرف ذلك فيجب فيما سقى بماء السماء من الثمار والزروع العشر وكذا البعل وهو الذي يشرب بعروقه لقربه من الماء وكذا ما يشرب من ماء ينصب إليه من جبل أو نهر أو عين كبيرة كل ذلك فيه العشر وما سقى بالنضح أو بالدلاء أو بالدواليب ففيه نصف العشر وكذا ما سقى بالدالية قال في الصحاح وهي المنجنون تديرها البقرة وما سقي بالناعور وهو الذي يديره الماء بنفسه لأنه تسبب إلى النزح كالاستقاء بالدلاء والنواضح والمعني الكلي الذي يقتضيه التفاوت ان أمر الزكاة مبني على الرفق بالمالك والمساكين فإذا كثرت المؤنة خف الواجب أو سقط كما في المعلوفة وإذا خفت المؤنة كثر الواجب كما في الركاز وأما القنوات وفي معناها السواقي المحفورة من النهر العظيم إلى حيث يسوق الماء إليه فالذي ذكره في الكتاب ان السقي منها كالسقي بماء السماء وهذا هو الذي أورده طوائف الأصحاب من العراقيين وغيرهم وعللوا بان مؤنة القنوات إنما تتحمل لاصلاح الضيعة والأنهار تشق لاحياء الأرض فإذا تهيأت وصل الماء إلى الزرع بطبعه مرة بعد أخرى بخلاف السقي بالنواضح ونحوها فان المؤنة ثم تتحمل لنفس الزرع: وادعي امام الحرمين اتفاق الأئمة على هذا لكن أبا عاصم العبادي ذكر في الطبقات ان أبا سهل الصعلوكي أفتى بأن المسقي من ماء القناة فيه نصف العشر لكثرة المؤنة وفصل صاحب التهذيب فقال إن كانت القناة أو العين كثيرة المؤنة بأن كانت لا تزال تنهار وتحتاج إلى استحداث حفر فالمسقى بها كالمسقي بالسواقي وان لم يكن لها مؤنة أكثر من مؤنة الحفر الأول وكسحها في بعض الأوقات ففي السقي بها العشر والمشهور الأول * (فرع) أشار القاضي ابن كج إلى أنه لو احتاج إلى شراء الماء كان الواجب نصف العشر ونقله عنه صريحا صاحب الرقم ولو سقاه بماء مغصوب فكذلك لان عليه الضمان وهذا حسن جار على كل مأخذ فإنه لا يتعلق به صلاح الضيعة بخلاف القناة ثم حكي القاضي عن أبي الحسين وجهين فيما لو وهب منه الماء ورجح الحاقه بما لو غصب لما في قبول الهبة من المنة العظيمة فصار كما لو علف ماشيته بعلف موهوب والله أعلم * قال (ولو اجتمع السقيان على التساوي وجب ثلاثة أرباع العشر في كل نصف بحسابه وإن كان أحدهما أغلب اعتبر الأغلب في قول ووزع في الثاني عليهما: والأغلب يعرف بالعدد في وجه و بزيادة النمو والنفع في وجه: وإذا أشكل الأغلب فهو كالاستواء) *
(٥٧٨)
مفاتيح البحث: الزكاة (1)، الخوف (1)، الغصب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 583 ... » »»
الفهرست