مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٢٢٥
سيرته ظهرت في سلسلة مطبوعات كلية الآداب، بجامعة بغداد سنة 1380 ه 1961 م. كما دعوت إلى إحياء ذكرى ابن الكوفي الألفية، وأعلنا مهرجانه الألفي، في كلية الآداب بجامعة بغداد، في 12 كانون الثاني سنة 1960، وعرفت به في راديو بغداد، عشية 22 حزيران سنة 1960، ووصفت النسخة الخطية في مؤتمر المستشرقين الخامس والعشرين بموسكو في صيف العام المذكور، وفي الندوة الثقافية بتلفزيون بغداد عشية 3 تشرين الأول سنة 1964، وعرفت بابن الكوفي أيضا في العدد ال 14 و 15 من مجلة بغداد.
أما ابن الكوفي وهو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد بن الزبير، الأسدي، القرشي، المعروف بابن الكوفي، وابن الزبير، فقد ولد بمدينة الكوفة سنة 254 ه 868 م، واستوطن بغداد، وتوفي بها سنة 348 ه 960 م، فاكتفي الآن بالإشارة إلى أني أكاد أعد هذا النابغة العراقي من أوائل المحققين العرب، الذين اتبعوا الطريقة العلمية الصحيحة في التأليف والكتابة، والنقل والجمع.
وكان خطه معروفا بالصحة والجودة، والاتقان والضبط. وكانت تأليفاته غاية في الدقة. وقد رتب خزانته على العلوم ترتيبا خاصا بارعا، مع تعيين أمكنتها. كما أنه سبقنا إلى استعمال البطاقات والجزازات وهي الرقاع والوريقات التي تعلق فيها الفوائد، التي نسميها اليوم فيش في التأليف والجمع.
وقد بيعت رقاعه بعد وفاته كل بطاقة بدرهم. والدرهم يساوي 215 فلسا عراقيا، بحسب عملتنا، وفق تكسير سعر الدينار الذهب العراقي القديم، في زمن ابن الكوفي، على عشرة دراهم.
وقد اعتمد ابن النديم على مباحث ابن الكوفي. ولقد أحصيت ماخذ ابن النديم في كتابه الفهرست من خط ابن الكوفي، فوجدته نقل فصولا طوالا في 29 موضعا من الكتاب، ربما أوشكت أن تبلغ مقدار عشر الفهرست تقريبا.
ومما يزيد أهمية ابن الكوفي، أنه كان واسطة نقل التراث العلمي، الذي تم طوال القرون الأربعة الأولى من تاريخ الثقافة الاسلامية. وقد حسبت ما وصلت إلينا أسماؤه، مما رواه عنه واحد من تلاميذه فقط، وهو أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف ب‍ ابن الحاشر، المتوفي سنة 423 ه 1032 م فوجدته 600 كتاب في اللغة، والأدب، والخطب، والتاريخ، والأنساب، والتفسير، والفقه، والشعر، وسائر العلوم الاسلامية. فقد أوصل إلينا 400 أصل من كتب الحديث، كما أوصل إلينا آثار 19 عالما من رجال الفكر الاسلامي، والثقافة الفقهية.
أما هذا الكتاب، الذي أتكلم عليه، فأكاد لا أشك أن اسمه منازل مكة فان مؤلفه صنفه في صفة منازل مكة. وقد صرح بالاسم عدة مرات.
ولقد وصف الطريق غاية في الدقة من الكوفة إلى مكة، ثم طريق المدينة. ثم ذكر مسجد النبي ص الذي بناه حين قدم من مكة، والمسجد الذي بناه لما قدم من خيبر. وقد وصف مسجده في المدينة، وبين زيادات الخلفاء، وذكر القبر، واختلاف الناس فيه، وأشار إلى مساحته.
وذكر أيضا الكتابة التي حول المسجد، وزينته، وتوسيعه أيام الخلفاء والولاة. ثم ذكر حد جدار النبي، ومساجده في المدينة، ومساحتها، وذكر المنبر.
ثم بين حد المدينة، وجبالها، ومياهها، وما حولها من الجبال، وأقسامها، وقبور الشهداء بأحد وأسماءهم.
ثم ذكر طريق بدر، والطريق بين المدينة ومكة، ووصف المنازل إلى مكة، وذكر آداب الحج.
وذكر من بعد مكة، وأسماءها، وسبب تسميتها. والمسجد الحرام، والصفا، والمروة، والكعبة، وبنيانها، وزمزم، ومساحة المسجد الحرام والكعبة.
وذكر الطريق إلى منى، والمشاعر، ومسافاتها، والطريق القديمة بين خيبر والمدينة، ومسافاتها، وطريق سلمان.
وأفرد فصلا جغرافيا لوصف الحجاز، وجزيرة العرب، ونجد، وتهامة.
ثم أثبت منظومة طويلة في ذكر المنازل على طريق مكة لأحمد بن عمرو الذي كان مع أم جعفر سنة حجها، ووصف سفرها من بغداد إلى الكوفة. ثم إلى مكة، ثم الخروج في الطريق الأول إلى مدينة السلام بغداد. ومنظومة أخرى في وصف الطريق أيضا ومنظومة ثالثة، أنشدها أبو جعفر، أحمد بن محمد بن الضحاك بن عمر، الجماني الكوفي.
ومنظومة رابعة للمؤلف في وصف طريق العودة إلى الكوفة.
ثم ذكر طريق البصرة ومياهه، والطريق التي يسلكها الناس في عصره، وطريق البحرين.
وأثبت قصيدة وهب بن جرير بن حازم الجهضمي في الطريق والمناسك.
وأورد أخيرا الطريق إلى مكة من اليمن، وتهامة، وحضرموت، ومصر، والساحل، والشام، والطائف، وجدة.
وهو يروي كل ما يأتي به، عن الرواة الثقات باسنادهم. ويصف الأمكنة والمنازل، ومن ينزلها من القبائل، وأسماءها، وأسباب تسميتها ويعين مسافاتها، وبعدها عن البقاع المحيطة بها، وما فيها من قصور ومساجد، وبرك، وأحواض، ومشارب، ومصافي، ومسايل، ومجاري، وآبار.
وكذلك الهضاب، والعقبات، والرمال، والرياض، والبساتين والحدائق. ويعين أنواع الأرضين، وارتفاعها، والآبار المطمومة، والمعطلة والعذبة، والمالحة. ولم ينس إثبات ما قيل في ذلك كله من الشعر، وما ورد فيه من الأخبار.
فالكتاب إذن مجموع أدبي، تاريخي، نسبي، جغرافي، طبغرافي، فقهي. وقد روى المؤلف في كتابه هذا عن جماعة زادوا على مائة من العلماء والأخباريين، كلهم ممن كان يعيش في بغدد في أواسط القرن الثالث وأواخره، وأوائل القرن الرابع الهجري 9 و 10 م وهو عصر ابن الكوفي.
أما مؤلف الكتاب، فأكاد أظن أنه عراقي سواء كان ابن الكوفي أم لم يكنه لأنه خص العراق بالجزء الأكبر من الكتاب، ووصف طريق العراق
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370