بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٨٤
وقد انقدح بما ذكرنا: تصوير النزاع على ما نسب إلى الباقلاني، وذلك: بان يكون النزاع في أن قضية القرينة المضبوطة التي لا يتعدى عنها، إلا بالأخرى الدالة على اجزاء المأمور به وشرائطه هو تمام الأجزاء والشرائط، أو هما في الجملة، فلا تغفل (1).
____________________
وأيضا يكون على مدعي الغلبة اثباتها. وهناك تصوير ثالث ذكر في تقريرات الشيخ الأعظم، لا يلزم منه سبك المجاز بالمجاز. فليراجع، مع ما يمكن ان يقال فيه.
(1) لا يخفى أن الباقلاني حيث يدعي استعمال هذه الالفاظ في معانيها اللغوية، والخصوصيات مستفادة من دال آخر، لابد وأن يكون النزاع بين الصحيحي والأعمي في ذلك الدال وهو القرينة المستفادة منها الخصوصيات، وإذا كانت القرينة الدالة على الخصوصيات: وهي الأجزاء والشرائط مبينة، ومفصلة فلاوجه للنزاع، وإنما يتأتى النزاع فيما إذا كانت القرينة الدالة على الاجزاء والشرائط مجملة، مدلولها معنى واحد، فالصحيحي يدعي انه الجامع الصحيحي، والأعمي يدعي انه الجامع الأعمي، فإنه إذا لم يكن مدلولها معنى واحدا، لا يبقى للتمسك بالاطلاق، وعدمه مجال، الذي هو المهم في ثمرة هذا النزاع.
ولا يخفى: انه على هذا لا يكون النزاع في هذه الالفاظ، بل فيما هو خارج عنها وهو القرينة الدالة على الأجزاء والشرائط. وقد عرفت: عدم تأتي النزاع فيما كانت القرينة دالة على الأجزاء والشرائط تفصيلا، وانما يتوهم النزاع فيما كانت مفهوما مجملا قابلا للانطباق على الصحيح وعلى الأعم، فمدعي الصحيح يدعي انها هي الصحيح، ومدعي الأعم يدعي العكس.
إلا انه على هذا أيضا تنتفى الثمرة المترتبة على الأعم: من التمسك بالاطلاق، وعلى الصحيح من عدم التمسك، فان هذه الثمرة إنما تأتى فيما إذا كان اللفظ موضوعا لمعنى بسيط، يدعي الأعم انه هو الجامع، ويدعي الصحيحي انه هو الصحيح، لا فيما كان مفهوما عاما قابلا للانطباق، فإنه لابد من الاخذ بما هو القدر
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 80 81 82 83 84 85 86 87 88 90 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443