بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٢٠٤
سادسها: إنه لا أصل في نفس هذه المسألة يعول عليه عند الشك، وأصالة عدم ملاحظة الخصوصية، مع معارضتها بأصالة عدم ملاحظة العموم، لا دليل على اعتبارها في تعيين الموضوع له (1)، وأما ترجيح
____________________
المشتق حقيقة في المثالين وهما: زيد كان ضاربا، وسيكون غدا ضاربا فيتعين ان يكون مرادهم من الحال في العنوان هو حال التلبس، لا حال النطق، لأنهم في هذا المقام في مقام تعيين ما هو الموضوع له، وفي مقام بيان المفهوم، لا في مقام تعيين المصداق، وقد قام الدليل على أن مرادهم من الحال هو حال التلبس، لا حال النطق، وقد أشار إلى ما ذكرنا اجمالا بقوله: ((هذا الانسباق وان كان مما لا ينكر... إلى اخره)).
(1) الأصل المدعى في المقام لتعيين الموضوع له: هو اصالة عدم ملاحظة الخصوصية، فإنه بعد العلم بكون اللفظ موضوعا اما للمعنى العام، أو الخاص يرجع إلى الشك في أن الخصوصية هل لحظت في مقام الوضع أم لا؟
لأن المعنى العام متيقن لحاظه فاما ان يكون قد لحظت معه خصوصية فيكون خاصا، أولم تلحظ معه فيكون المعنى الموضوع له عاما، فإذا جرى الأصل وهو اصالة عدم لحاظ الخصوصية تعين ان المعنى الموضوع له هو العام.
وفيه أولا: ان هذا الأصل انما يتم في ما إذا كان العام ملحوظا في ضمن الخاص بنحو التضمن: بان يلحظ بنفسه ثم يلحق بالخصوصية، والمقام ليس من هذا القبيل، فان المشتق بناءا على وضعه للأعم لا يكون هناك عام ملحوظ ثم الحق بالخصوصية، فان الضارب - مثلا - بناءا على وضعه للأعم يكون موضوعا لما يساوق مفهوم من صدر منه الضرب الشامل للمتلبس ولمن انقضى عنه، وليس هناك مفهوم عام قد لحقته الخصوصية، فان المشتق سواء كان موضوعا للأعم أو لخصوص المتلبس معناه مفهوم بسيط في ناحية المفهومية، وهذا واضح جدا بناءا على أن المشتق بسيط مفهوما لا تركيب فيه ولو تحليلا، وبناءا على التركيب أيضا واضح فإنه يكون
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 199 200 201 202 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443