بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٢٧٨
والقادر، والرحيم، والكريم، إلى غير ذلك (1) من صفات الكمال
____________________
(1) لا يخفى ان الحمل الذي لابد فيه من مغايرة واتحاد انما هو بين المشتق وما يجري عليه: أي بين الموضوع والمحمول الذي هو المشتق، والمبدأ أجنبي عن الموضوع والمحمول، الا انه يظهر من المصنف وصاحب الفصول الاتفاق من العلماء على لزوم امر آخر، وهو لزوم المغايرة بين مبدأ المشتق والموضوع الذي يجري عليه المشتق مع كون المبدأ أجنبيا عن الموضوع. ولعل السبب في ذلك هو ما اختاره من بساطة المشتق وانه لا فرق بينه وبين مبدئه الا باللا بشرطية والبشرط لائية، واما نفس المفهوم والحقيقة ففيهما واحد، وحيث انه لابد من مغايرة بين الموضوع والمحمول فإذا لابد من المغايرة بين مبدأ المشتق والموضوع الذي يجري عليه المشتق، ولكن هذا التعليل انما يصح عند من يرى البساطة في المشتق، اما عند من يرى التركيب فلا ينبغي ان تشترط المغايرة بين الموضوع ومبدأ المشتق في صحة حمل المشتق على الموضوع، لكونه أجنبيا عن الحمل وعن المشتق، فأي داع لاشتراط هذه المغايرة.
وعلى كل حال فالخلاف بين المصنف وصاحب الفصول: هو انه عند المصنف يكتفى في المغايرة بين المبدأ وما يجري عليه المشتق بالمغايرة المفهومية، واما عند صاحب الفصول فلابد من المغايرة الوجودية ولا يكتفي بالمغايرة المفهومية.
واستدل صاحب الفصول على لزوم المغايرة الوجودية بين مبدأ المشتق وما يجري عليه باطباق العلماء على اشتراط هذه المغايرة، ولذا وقع في الاشكال من ناحية حمل هذه المشتقات، كالعالم والرحيم عليه تعالى، فان صفاته ومبدأ صفاته عين ذاته، وانه عين القدرة والحياة، وعين العلم وساير صفاته الثبوتية المعبر عنها بالصفات الجمالية والكمالية، فالتزم بأنه لابد من النقل أو التجوز في هذه المشتقات بالنسبة اليه تعالى، لأنه قد ثبت بالبرهان - في محله - انه تعالى ليس فيه حيث دون حيث وانه واحد من جميع الجهات بسيط من كل جهة، ويرى (قدس سره) انه لابد من
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 272 273 274 277 278 280 281 282 288 289 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443