بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤١
إذا قصد (1).
وقد أشرنا إلى أن صحة الاطلاق كذلك، وحسنه انما كان بالطبع، لا بالوضع، وإلا كانت المهملات موضوعة لذلك، لصحة الاطلاق كذلك فيها (2)،
____________________
المقيد بكونه في جملة زيد قائم - مثلا - مع حفظ كليته له، فيصدق على لفظ زيد كلما تكلم متكلم بهذه الجملة، فان الصنف هو النوع المقيد بقيد على أن لا يخرجه عن الكلية، ولها مثل، كما لو قال القائل: كان زيد قائما، ثم يقول بعد ذلك: زيد في قوله هذا المتقدم لفظ، وهو مرادهم في المقام: من اطلاق اللفظ وإرادة مثله، ولها شخص: وهو اطلاق اللفظ وإرادة شخص هذا اللفظ الذي تكلم به فعلا، فيقول: زيد لفظ، ويريد حمل اللفظ على خصوص لفظ زيد الذي تكلم به الآن. ولا اشكال في امكان اطلاق لفظ زيد وان يراد به الحكاية عن طبيعته النوعية، أو الصنفية، أو فرد مثله - كما تقدمت أمثلتها -، فيكون لفظ زيد حاك، والمحكي أحد هذه الثلاثة. وانما الاشكال في الرابع: وهو ان يطلق لفظ (زيد) ويحمل عليه (لفظ)، والمقصود حمل (لفظ) على خصوص شخص زيد المتكلم به فعلا.
(1) لأنه إذا قصد به شخص هذا القول، كان من اطلاق اللفظ وإرادة مثله، كما نبه عليه بقوله: ((أو مثله، كضرب في المثال فيما إذا قصد... الخ))، فان مراده من شخص القول: هو ضرب الواقعة في هذه الجملة المشار إليها.
(2) يعني ان صحة اطلاق اللفظ وإرادة نوعه، أو صنفه، أو مثله ليس بالوضع، لأن هذه الاستعمالات تصح في المهملات، فيصح ان يقال: ان ديزا لفظ باعتبار نوع لفظ ديز الصادر من أي أحد، وان يراد صنفه: بان يقيد بالصادر من شخص خاص، وزمان خاص، وان يراد به مثله: بان يقول: ديز، ثم يقول بعد ان يتكلم: ديز الذي قد تكلمت به لفظ، وان يراد به شخصه، وهو ان يقول: ديز لفظ، ويحمل اللفظ على خصوص شخص ديز، ولو كانت هذه الاطلاقات انما تصح بالوضع لما صحت في لفظ ديز، لأنه من المهملات التي لم توضع.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443