بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ١٧٥
ثانيها: قد عرفت أنه لا وجه لتخصيص النزاع ببعض المشتقات الجارية على الذوات، إلا أنه ربما يشكل بعدم إمكان جريانه في اسم الزمان، لان الذات فيه وهي الزمان بنفسه ينقضي وينصرم، فكيف يمكن أن يقع النزاع في أن الوصف الجاري عليه حقيقة في خصوص المتلبس بالمبدأ في الحال أو فيما يعم المتلبس به في المضي.
____________________
كالفصل. فالحيوان - مثلا - بعد ذهاب الناطقية لا يكون شيئا متحصلا حتى يقال: انه يصدق عليه الناطق، أو لا يصدق.
ومن هنا يتبين: انه يخرج عن حريم النزاع قسم من المشتقات أيضا، كالناطق فإنه بعد ذهاب الناطقية من الانسان لا بقاء لذات الإنسان بعد ارتفاع الناطقية، ومثله المنقسم بمتساويين فإنه لابقاء لذات الزوجية حيث لا تنقسم بمتساويين ولابد من كونها فردا من الاعداد حينئذ، وكلام المصنف يشمله أيضا لأنه قال: ((بخلاف ما كان مفهومه منتزعا عن مقام الذات والذاتيات)) سواء كان ذلك المفهوم مأخوذا عن مبدأ مثل الترابية والناطقية أو مثل الانقسام بمتساويين.
الا انه فرق بين الجوامد كالماء والتراب، وبين هذا القسم من المشتقات كالناطق والمنقسم، فإنه لا تعدد للوضع في الجوامد، بخلاف المشتقات فان الوضع فيها متعدد والنزاع في وضع الهيئة، فلا منافاة في دخول أمثال هذه المشتقات في حريم النزاع: من أن هيئاتها هل هي موضوعة للأعم أو لخصوص المتلبس؟ وان كان لا ثمرة للنزاع فيها لعدم بقاء الذات بعد ارتفاعها. الا انه على كل حال لا ينبغي النزاع فيما لا ثمرة فيه.
فتحصل مما ذكرنا: ان ثمرة النزاع في قسم من المشتقات، وقسم من الجوامد: وهي التي يكون للذات بقاء بعد ارتفاع مبادئ المشتقات والجوامد عنها كالضارب والزوج. ويخرج عن الثمرة قسم من المشتقات، كالناطق والمنقسم بمتساويين، ومن الجوامد ما هو كالماء والتراب.
(١٧٥)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 174 175 176 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443