بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٦٥
الثامن - انه للفظ أحوال خمسة، وهي: التجوز، والاشتراك، والتخصيص، والنقل، والاضمار... لا يكاد يصار إلى أحدها - فيما إذا دار الامر بينه وبين المعنى الحقيقي - إلا بقرينة صارفة عنه اليه. وأما إذا دار الامر بينها، فالأصوليون وان ذكروا لترجيح بعضها على بعض وجوها، إلا انها استحسانية لا اعتبار بها، إلا إذا كانت موجبة لظهور اللفظ في المعنى، لعدم مساعدة دليل على اعتبارها بدون ذلك، كما لا يخفى (1).
____________________
على وجه الحقيقة لا داعي إلى العلامة، ومع عدم العلم بأنه على وجه الحقيقة لا يكون الاطراد علامة للحقيقة، لان الاطراد الذي هو علامة الحقيقة هو الاطراد المقيد بكونه على وجه الحقيقة، بناءا على هذه الزيادة.
فاتضح حينئذ: أن كون الاطراد علامة للحقيقة يتوقف على العلم بالحقيقة، وفرض كونه علامة للحقيقة أن العلم بالحقيقة يتوقف عليه.
ولا يدفع: بالاجمال والتفصيل، كما ذكر في جواب الايراد على التبادر، وعلى صحة الحمل، فإنه لم يؤخذ فيهما قيد الحقيقة، وانما أورد عليهما: بأنهما يتوقفان على العلم بالحقيقة، فأجيب: بأن ما يتوقفان عليه هو العلم الارتكازي، واما في المقام فقد اخذ في نفس الاطراد العلم بالحقيقة فلزم الدور ولا مدفع له.
(1) لا يخفى، انه تارة يدور الامر بين المعنى الحقيقي، وأحد هذه الأمور، وأخرى يدور بينهما بعد الفراغ انه لم يرد المعنى الحقيقي.
اما الأول: فدوران الامر بين المعنى الحقيقي، والمعنى المجازي، أمثلته واضحة كثيرة، كالأسد والقمر - مثلا - يشك انه أريد منهما الحيوان الخاص، أو الرجل الشجاع، أو الجرم المنير الخاص، أو الفتاة الحسناء بالنسبة إلى القمر، وكذلك دوران الامر بين الحقيقة والتخصيص، فمثاله: ان (كل) - مثلا -، أو غيرها مما وضع للعموم، هل أريد به العموم الذي هو معناه الحقيقي؟ أو أريد به الخصوص فيكون العام مخصصا ببعض افراده؟ وأمثلته كثيرة أيضا، وكذا دوران الامر بين الحقيقة،
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 61 62 63 64 65 68 70 71 73 74 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443