بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٣٧
ثم إنه قد انقدح مما حققناه: انه يمكن ان يقال: ان المستعمل فيه في مثل أسماء الإشارة والضمائر أيضا عام، وان تشخصه انما نشأ من قبل طور
____________________
ولازم الاحتمال الأول: المحالية، والدور الواضح، فان قصد الحكاية هو الداعي للاستعمال، فهو متعلق بالاستعمال، ولازمه التأخر عن الاستعمال، والاستعمال متعلق بالمعنى المستعمل فيه، فهو متأخر عن المستعمل فيه، فالحكاية متأخرة عن المستعمل فيه بمرتبتين، فلو دخلت في المستعمل فيه لكانت متقدمة بحكم دخولها في المستعمل فيه والموضوع له، وحيث انها متوقفة على الاستعمال، لأنها متعلقة به، فهي لا تتحقق ولا توجد إلا متعلقة بالاستعمال ومتأخرة عنه، والاستعمال حيث إنه متعلق بالمعنى المستعمل فيه فهي إذا متأخرة ومتوقفة على ما يتأخر ويتوقف على المعنى والمستعمل فيه، وإذا كانت داخلة في المستعمل فيه لزم الدور، لأنها متوقفة على الاستعمال المتوقف على المستعمل فيه، الذي من جملته نفس الحكاية لفرض دخولها في المستعمل فيه. فحينئذ تتوقف الحكاية على الاستعمال المتوقف على المستعمل فيه الذي منه الحكاية، فتتوقف الحكاية على ما يتوقف عليها، وهو الدور الواضح.
ولازم الاحتمال الثالث: تعدد الوضع في لفظ (بعت)، لأنها تكون موضوعة لمعناها في مقام الحكاية، وموضوعة لمعناها أيضا بوضع آخر في مقام قصد انشائه. وهذا وان كان ليس محالا، إلا انه بعيد.
فيتعين الاحتمال الثاني: وهو لفظ (بعت) موضوعة لمعنى واحد بوضع واحد، والحكاية والانشاء من دواعي الاستعمال. اما معنى (بعت) فهو ثبوت نسبة البيع وتحققها للمتكلم، فتارة يقصد الحكاية عن هذا الثبوت فتكون خبرية، وأخرى بقصد ايجاد البيع بها وانتسابه إلى المتكلم فتكون انشائية. وأظن انه لذلك عبر المصنف بقوله: ((لا يبعد))، ولم يقل: لابد ان يكون الاختلاف في الخبر والانشاء أيضا كذلك: أي كالإستقلالية والآلية في خروجهما عما وضع له لفظ الاسم والحرف، ولعله يشير بقوله: ((فتأمل))، إلى هذا الفرق بين المقامين الداعي للتعبير ب‍ ((لا يبعد)).
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443