بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٢١٦
نعم ربما يتفق ذلك بالنسبة إلى معنى مجازي، لكثرة الحاجة إلى التعبير عنه. لكن أين هذا مما إذا كان دائما كذلك (1)؟
____________________
(1) حاصله: ان المعنى المجازي تارة يكون بحسب طبيعته أكثر وجودا من المعنى الحقيقي، وأخرى لا يكون كذلك، بل اتفق انه عرضت حاجة غير متصورة للواضع حين الوضع أوجبت تلك كثرة الاستعمال، فان مثل هذه الكثرة لا تنافي حكمة الوضع، لان المعنى المجازي بحسب طبيعة وجوده هو أقل من المعنى الحقيقي، لكنه من باب الصدفة ان الحاجة اليه هي التي أوجبت كثرة الاستعمال فيه، فمثل هذا لا ينافي حكمة الوضع.
اما إذا كان المعنى المجازي بحسب طبيعة وجوده أكثر من وجود المعنى الحقيقي فالوضع لما هو قليل ينافي الحكمة، كما في مقامنا فان أزمنة الانقضاء أكثر وجودا من زمان حال التلبس فطبيعي وجود هذا المعنى المجازي دائما أكثر من المعنى الحقيقي، فوضع اللفظ لخصوص المتلبس الذي هو قليل بالنسبة إلى موارد الانقضاء ينافي حكمة الوضع وهذا مراده من قوله: ((نعم ربما يتفق ذلك بالنسبة إلى معنى مجازي لكثرة الحاجة اليه)) لا لان طبيعي وجوده أكثر.
لكن أين هذا مما إذا كان دائما كذلك؟ فان مقامنا دائما يكون وجود طبيعي المعنى المجازي فيه أكثر من وجود المعنى الحقيقي، لما عرفت: من أن أزمنة الانقضاء أكثر.
(٢١٦)
مفاتيح البحث: الحاجة، الإحتياج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 219 221 222 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443