بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٨٣
نصب قرينة أخرى على ارادته، بحيث كان هذا قرينة عليه من غير حاجة إلى قرينة معينة أخرى، وأنى لهم باثبات ذلك (1).
____________________
(1) حاصل ما صوره: ان النزاع بناءا على المجازية يكون بادعاء ان الذي اعتبرت العلاقة بينه وبين المعنى اللغوي هو الصحيح بناءا على الصحيحي، ويستعمل في الأعم بمناسبة المعنى الصحيح، فالعلاقة ابتداءا اعتبرت في الصحيح. والاعمي يدعي العكس، وان العلاقة ابتداءا اعتبرت مع الأعم، ويستعمل في الصحيح بمناسبة الأعم، ولازم هذا التصوير هو ان الاستعمال في غير ما اعتبرت العلاقة بينه وبين المعنى اللغوي ابتداءا يكون من باب سبك المجاز في المجاز، ولذلك أورد عليه المصنف: ان مدعي أحد الامرين لابد له من اثبات ان العلاقة ابتداءا اعتبرت بين ما يدعيه والمعنى اللغوي، وطريق اثبات هذه العلاقة الابتدائية لا يتأتى له، إلا بان يثبت ان الشارع استقر ديدنه في محاوراته انه إذا نصب قرينة على عدم إرادة المعنى اللغوي، فهو يريد الصحيح - مثلا - بناءا عليه، من دون حاجة إلى تعيينه، لان المعنى اللغوي له مجاز واحد، وهو الصحيح، فبمجرد صرف النظر عن معناه اللغوي يتعين المعنى المجازي، وهو الصحيح، واما الأعم فحيث أنه يكون بمناسبة المعنى المجازي وهو الصحيح، فهو يحتاج إلى صارف عن المعنى اللغوي، والى ارادته بعلاقة المعنى الصحيح. ومدعي الأعم يدعي هذا الامر بالعكس. وأنى للكل منهم باثبات هذه الدعوى.
إلا انه لا ينحصر تصوير النزاع فيما يلزمه سبك المجاز بالمجاز، بل يمكن أن يتصور بنحو آخر: وهو ان يدعى: ان كلا من المعنيين اعتبرت العلاقة بينه وبين المعنى اللغوي، لكن مدعي الصحيح يدعي: ان الصحيح أشد مناسبة وارتباطا بالمعنى اللغوي، فهو أرجح من المعنى الأعم، فإذا حصل الصارف عن المعنى اللغوي يتعين الأرجحية على المعنى الأعم. ومدعي الأعم يدعي: العكس.
وحينئذ، يكون على كل منهما اثبات الأرجحية على الآخر، أو أن كلا منهما يدعي غلبة الاستعمال فيما يدعيه بالنسبة إلى الاستعمال في المعنى المجازي الآخر،
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443