بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٥٣
إلى ما لا ينبغي صدوره عن فاضل فضلا عمن هو علم في التحقيق والتدقيق؟! (1).
____________________
(1) وحاصله: انا نلتزم: بأنه ليس في المقامين دلالة، وانما هي جهالة وضلالة.
وبرهان ذلك: انه بعد الانكشاف يرى السامع ان الدلالة التي قطع بها كانت تخيلا بحتا وتوهما صرفا.
أقول: هذا غاية ما يمكن ان يقال في تقريب عدم كون كلام العلمين ناظرا إلى الدلالة التصورية الا ان كلام العلمين صريح في ارادتها دون الدلالة التصديقية كما ذكره العلامة (قدس سره) لما أورد عليه بانتقاض تعريف الدلالات وتداخلها، فإنهم عرفوها: بان دلالة اللفظ على تمام ما وضع له مطابقة وعلى جزئه تضمن وعلى الخارج عنه التزام، ففيما لو كان اللفظ مشتركا بين كله وجزئه فيكون اللفظ الدال على معنى بالتضمن دالا عليه بنفسه بالمطابقة، فقال العلامة (قدس سره): لما أوردت الاشكال على الخواجة (قدس سره) أجاب عنه: بان الدلالة تابعة للإرادة: يعني أن اللفظ لم يوضع لنفس المعنى حتى تتداخل الدلالات، بل الموضوع له هو المعنى المتقيد بالإرادة، فالمدلول عليه بالتضمن هو جزء المعنى المتقيد بأنه متعلق إرادة تعلقت بكله، والمدلول عليه بالمطابقة هو المعنى المتقيد بإرادة تعلقت به بما انه كل المعنى، فليس المدلول عليه فيهما واحدا فلا تتداخل الدلالات، وهذا صريح في الدلالة التصورية. ومثله في الصراحة جواب الشيخ عن ايراد الانتقاض والتداخل في تعريف المفرد والمركب. والذي دعا هذين العلمين إلى هذا القول هو ان حكمة الواضع لا تدعوه إلا إلى ما يتعلق به غرضه وهو ما يراد ويستعمل فيه اللفظ، دون اعتبار العلقة بين مطلق اللفظ والمعنى، وحيث لا يمكن ان يخفى على هذين لزوم الدور: من اخذ نفس الإرادة قيدا في المستعمل فيه، ولزوم التجريد في مقام الاستعمال دائما، فلا بد وأن يكون مرادهم من التقييد هو لحاظ الإرادة مشيرة إلى الحصة الخاصة من مطلق المعنى، فلا يلزم دور ولا تجريد.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 52 53 54 55 56 57 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443