بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٣٠
متعلق بما هو ملحوظ بهذا اللحاظ، بداهة ان تصور المستعمل فيه مما لابد منه في استعمال الالفاظ، وهو كما ترى، مع أنه يلزم ان لا يصدق على الخارجيات (1)، لامتناع صدق الكلي العقلي عليها حيث لا موطن له إلا
____________________
(1) وحاصله، بتلخيص: ان كل ممكن موجود لابد وأن يكون فردا لمقولة من المقولات العشرة، والفرد عبارة عن الحصة من النوع مع خصوصية الفردية. وقد حقق في محله: ان المعاني من حيث ذاتها كلية، وانما تكون جزئية بالتشخص، وهو الوجود، فلفظ (من) - مثلا - بعد ان كان معناه العام هو الابتداء الذي كان وجها له بالوضع، وان الموضوع له كما يدعيه المدعي: هو المعنى الخاص الجزئي لهذا المعنى العام، وجزئية هذا المعنى العام، اما للوجود الخارجي، أو للوجود الذهني، وكلا من هذين لا يعقل ان يكون هو الموضوع له، أو المستعمل فيه الحرف.
أما الجزئي الخارجي، فلوضوح ان المستعمل فيه لفظ (من) كثيرا ما يكون كليا، فان الآمر إذا قال لعبده: سر من البصرة إلى كذا، فان العبد يمكنه ان يوجد الابتداء من البصرة من أي نقطة من نقاطها، ويكون ممتثلا لامر المولى وموجدا للمأمور به، فلابد وأن يكون المأمور به كليا له افراد متعددة، كل واحد منها مصداق المأمور به، كساير الطبايع العامة المأمور بها، وليس هذا الاستعمال مجازيا من استعمال اللفظ الموضوع للفرد الخاص في كليه، لأنا لا نرى في هذا الاستعمال لحاظ علاقة أصلا، ولاجل هذا التجأ بعض الفحول - وهو صاحب الهداية - إلى تأويل كلامهم، وان مرادهم: ان الموضوع له في الحرف ليس هو الجزئي الخارجي الحقيقي، بل مرادهم الجزئي الإضافي.
وأما أن تكون الجزئية في المعنى الحرفي، هي الجزئية الذهنية لان المعنى كلي، وإذا قيد بالوجود الذهني وتشخص به يكون جزئيا، كما يكون جزئيا لو تشخص بالوجود الخارجي، فان التشخص كما حقق في محله بنفس الوجود، لا بعوارض الموجود، وإذا كانت الجزئية المدعاة: بان الحرف موضوع لها هي هذه، وان الموضوع له في
(٣٠)
مفاتيح البحث: التصديق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443