بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٢٨
ثم إنه لا ريب في ثبوت الوضع الخاص والموضوع له الخاص، كوضع الاعلام. وكذا الوضع العام والموضوع له العام، كوضع أسماء الأجناس. وأما الوضع العام والموضوع له الخاص (1)، فقد توهم انه وضع الحروف
____________________
نعم لو كان العام والكلي الطبيعي نسبته إلى الافراد نسبة الأب الواحد والأولاد - كما يدعيه الرجل الهمداني - لا مكن أن تكون الحصة وجها للعام، ولكن قد ثبت ان نسبة الكلي والافراد نسبة الآباء والأولاد، فكل حصة تحكي عن أبيها، لا عن كل الآباء وهو العام والكلي كما هو واضح.
(1) بعد أن فرغ عن مرحلة الامكان، شرع في مرحلة الوقوع، ولا اشكال في وقوع القسم الأول؛ وهو الوضع العام والموضوع له العام، كوضع أسماء الأجناس وغيرها من الطبايع والماهيات الكلية. وفي القسم الثالث: وهو الوضع الخاص والموضوع له الخاص، كوضع الاعلام وسائر الجزئيات الخارجية. واما القسم الثاني: وهو الوضع العام والموضوع له الخاص فقد ذهب المشهور إلى وقوعه، وانه وضع الحروف وأسماء الإشارة والموصولات وغيرها، وانكره الماتن، وفاقا لما ينسب لبعض القدماء: من أن الموضوع له في الحروف وغيرها عام كالوضع وحالها حال أسماء الأجناس، وانه لا فرق بين (من) و (في) و (الابتداء) و (الظرفية)، وان الموضوع له في الكل واحد من حيث ذاته وماهيته. سوى ان الفرق بينهما: ان الواضع اشترط في مقام الوضع ان ماهية الظرفية إن أريد احضارها بنحو الاستقلال، ولم تكن منظورة بنحو الآلية، فالموضوع لها لفظ الظرفية. وإن لوحظت آلة ومتعلقة بالغير، وانها امر واقع بين الكوز والماء - مثلا -، فالموضوع لها لفظ (في)، وهكذا في ساير ما ادعي انه موضوع بالوضع العام والموضوع له خاص، فإنه خلط نشأ بين الآلية والاستقلالية، وتوهم سببه تخيل ان الآلية في معاني الحروف موجبة لاختلاف ماهية الحروف عن سائر الأسماء العامة ، والبرهان يقضي بان الماهية والذات في كليهما واحدة، وان الآلية لا يعقل ان توجب اختلافا في ذات ما هو الموضوع له. نعم، لا يجوز استعمال
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 24 25 26 27 28 29 30 32 33 34 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443