بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ١٣
كما لا يكون وحدتهما سببا لأن يكون من الواحد (1).
____________________
اغراض متعددة يجمعها نوع، فحينئذ يرد الاشكال: بلزوم تعدد العلم الواحد لو كان الغرض هو المميز، فان كل غرض من افراد هذه الاغراض هو غرض على حدة غير الغرض الآخر، فيصلح ان يكون مميزا لما يترتب عليه ويجعله علما على حدة، فيعود المحذور الذي أورده على كون المميز هو الموضوع، فإنه كما أن باب الفاعل غير باب المفعول كذلك الغرض المترتب على باب الفاعل غير الغرض المترتب على باب المفعول، وكون هذه الاغراض تجتمع تحت موضوع واحد، فالموضوعات أيضا تجتمع تحت جامع واحد وهو موضوع العلم. فكون المميز هو الغرض الجامع دون الموضوع الجامع تحكم.
إلا أن يقال: انه وان ترتب على كل مسألة من مسائل العلم غرض غير الغرض المترتب على المسألة الأخرى، إلا أن المدار على ما هو الموحد للعلم وجاعله علما واحدا، وبعد ان كانت مسائل العلم تجتمع تحت غرض عام لا يوجد ذلك في مسائل علوم أخرى، فهذا الغرض العام هو الموحد للعلم والجاعل له علما واحدا، ولا ينافي ذلك ترتب اغراض متعددة على أبواب العلم ومسائله، فان المفرد للعلم والموحد له هو الغرض العام الذي لا يكون مترتبا على مسائل العلوم الأخرى، ولا محالة يكون ذلك الغرض العام الموحد للعلم هو المميز له.
ولا يقال: إن موضوع العلم أيضا كذلك، فإنه عام ينطبق على موضوعات المسائل كانطباق الغرض العام على اغراض الأبواب والمسائل.
فإنه يقال: إنه بعد ان جمع العلم ووحده الغرض لا يبقى مجال لان يميزه الموضوع، لان الموحد للعلم لا محالة يكون مميزا له، ولا تمييز بعد التمييز.
(1) أي كما لا يكون الاختلاف في الموضوعات والمحمولات موجبا للتعدد وإلا لزم الايراد المذكور: من كون كل باب، بل كل مسألة علما على حدة، كذلك لا تكون وحدتهما: أي وحدة الموضوعات والمحمولات في البابين من علمين موجبة لكونهما
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443