بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٨
والمسائل عبارة عن جملة من قضايا متشتتة (1) جمعها إشتراكها في الدخل في الغرض الذي لأجله دون هذا العلم (2)، فلذا قد يتداخل بعض
____________________
هذا الجامع الواحد يترتب اثر واحد. فهذه المسائل إنما تؤثر أثرا واحدا، ويترتب عليها غرض واحد لانطباق الجامع الواحد عليها، ولو اثرت بنفسها بلا جامع للزم ان يترتب الواحد على الكثير بما هو كثير، ولو كان موضوع العلم مغايرا لموضوع المسألة لكانت هذه المسائل بنفسها هي المؤثرة لذلك الأثر الواحد وهو غير معقول.
يرد عليه: ان قاعدة الواحد لا يصدر إلا عن الواحد إنما هي في الواحد الشخصي، لا الواحد النوعي، والأثر الموحد للعلم هو واحد نوعي، وبالعنوان لا واحد بالشخص، كالاستنباط - مثلا - فإنه واحد بالعنوان لا بالشخص، وصدور الكثير من الواحد بالنوع لا اشكال فيه، فان الواحد النوعي والواحد بالعنوان كثير في مقام الوجود والتشخص فلا مانع من صدور الكثير عنه.
(2) يظهر من هذا: أن العلم هو نفس هذه المسائل، فأسامي العلوم أسام لنفس هذه المسائل لا للعلم بها، ويدل على ذلك: ان العلم هو الذي يبحث فيه عن عوارضه الذاتية، ولا شبهة ان الرفع - مثلا - المبحوث عنه في باب الفاعل من علم النحو إنما يعرض نفس الفاعل، لا الفاعل المعلوم. فهذه العوارض عوارض لنفس موضوعات المسائل المنطبق عليها موضوع العلم، ولازم ذلك أن يكون العلم هو نفس المسائل، واسمه اسما لهذه المجموعة، لا العلم المتعلق بها. فالنحو - مثلا - اسم لهذه المسائل المدونة في النحو لا العلم بها، هذا أولا.
ثانيا: أن العلم والجهل يردان على مسميات هذه العلوم، فيقال: فلان عالم بالنحو أو جاهل به، وعالم بالأصول، أو جاهل به. ولو كان مسمى هذه الأسماء هو العلم لما صح هذا الاطلاق، لأن المقابل لا يقبل المقابل، فالعلم لا يعقل أن يكون جهلا بالجهل، فالجهل لا يرد على العلم وإنما يرد على متعلق العلم، وكذلك العلم
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... مقدمة 7 مقدمة 11 1 6 7 8 9 10 11 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443