تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٧٧
وفي الدر المنثور أخرج ابن جرير عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ن والقلم وما يسطرون " قال: لوح من نور وقلم من نور يجري بما هو كائن إلى يوم القيامة.
أقول: وفي معناه روايات أخر، وقوله: يجري بما هو كائن الخ، أي منطبق على متن الكائنات من دون أن يتخلف شئ منها عما كتب هناك ونظيره ما في رواية أبي هريرة: ثم ختم على في القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة.
وفي المعاني بإسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل:
" وإنك لعلى خلق عظيم " قال: هو الاسلام.
وفي تفسير القمي عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وإنك لعلى خلق عظيم " قال: على دين عظيم.
أقول يريد اشتمال الدين والاسلام على كمال الخلق واستنانه صلى الله عليه وآله وسلم به، وفي الرواية المعروفة عنه صلى الله عليه وآله وسلم: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
وفي المجمع بإسناده عن الحاكم بإسناده عن الضحاك قال: لما رأت قريش تقديم النبي صلى الله عليه وسلم عليا وإعظامه له نالوا من علي وقالوا: قد افتتن به محمد فأنزل الله تعالى: " ن والقلم وما يسطرون " قسم أقسم الله به " ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لاجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم - يعني القرآن - إلى قوله - بمن ضل عن سبيله " وهم النفر الذين قالوا ما قالوا " وهو أعلم بالمهتدين " يعني علي بن أبي طالب.
أقول: ورواه في تفسير البرهان عن محمد بن العباس بإسناده إلى الضحاك: وساق نحوا مما مر وفي آخره: وسبيله علي بن أبي طالب.
وفيه في قوله تعالى: " ولا تطع كل حلاف " الخ، قيل: يعني الوليد بن المغيرة عرض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم المال ليرجع عن دينه، وقيل: يعني الأخنس بن شريق عن عطاء، وقيل:
يعني الأسود بن عبد يغوث عن مجاهد.
أقول: وفي ذلك روايات في الدر المنثور وغيره تركنا إيرادها من أرادها فليراجع جوامع الروايات.
وفيه عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري ولا عتل زنيم. قلت: فما الجواظ؟ قال: كل جماع مناع. قلت: فما الجعظري؟
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»
الفهرست