تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٧٦
عمله ويهيؤ له من العذاب كذلك حتى إذا فاجأه العذاب وبرز له بأهول وجوهه وأمرها انتبه من نومة الغفلة وتذكر ما جاءه من النصح قبلا وندم على ما فرط بالطغيان والظلم وسأل الله أن يعيد عليه النعمة فيشكر كما انتهى إليه أمر أصحاب الجنة، ففي ذلك إعطاء الضابط بالمثال.
وقوله: " ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون " لأنه ناش عن قهر إلهي لا يقوم له شئ لا رجاء للتخلص منه ولو بالموت والفناء كما في شدائد الدنيا، محيط بالانسان من جميع أقطار وجوده لا كعذاب الدنيا دائم لا انتهاء لأمده كما في الابتلاءات الدنيوية.
(بحث روائي) في المعاني بإسناده عن سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام في تفسير الحروف المقطعة في القرآن قال: وأما ن فهو نهر في الجنة قال الله عز وجل: اجمد فجمد فصار مدادا ثم قال للقلم: اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من نور.
قال سفيان: فقلت له: يا بن رسول الله بين أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان وعلمني مما علمك الله فقال: يا ابن سعيد لولا أنك أهل للجواب ما أجبتك فنون ملك يؤدي إلى القلم وهو ملك، والقلم يؤدي إلى اللوح وهو ملك، واللوح يؤدي إلى إسرافيل وإسرافيل يؤدي إلى ميكائيل وميكائيل يؤدي إلى جبرائيل وجبرائيل يؤدي إلى الأنبياء والرسل.
قال: ثم قال: قم يا سفيان فلا آمن عليك.
وفيه بإسناده عن إبراهيم الكرخي قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن اللوح والقلم قال: هما ملكان.
وفيه بإسناده عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام: " ن والقلم وما يسطرون " القلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون وكفى بالله شهيدا.
أقول: وفي المعاني المتقدمة روايات أخرى عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وقد تقدم في ذيل قوله تعالى: " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " الجاثية: 29، حديث القمي عن عبد الرحيم القصير عن الصادق عليه السلام في اللوح والقلم وفيه: ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ذلك ولا ينطق أبدا وهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها.
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»
الفهرست