تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٢٩
شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون _ 6. يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون _ 7.
يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيأتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير _ 8. يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير _ 9.
(بيان) تبدأ السورة بالإشارة إلى ما جرى بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين بعض أزواجه من قصة التحريم فيعاتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتحريمه ما أحل الله له ابتغاء لمرضاة بعض أزواجه ومرجعه إلى عتاب تلك البعض والانتصار له صلى الله عليه وآله وسلم كما يدل عليه سياق الآيات.
ثم تخاطب المؤمنين أن يقوا أنفسهم من عذاب الله النار التي وقودها الناس والحجارة وليسوا يجزون إلا بأعمالهم ولا مخلص منها إلا للنبي والذين آمنوا معه ثم تخاطب النبي بجهاد الكفار والمنافقين.
وتختتم السورة بضربه تعالى مثلا من النساء للكفار ومثلا منهن للمؤمنين.
وظهور السياق في كون السورة مدنية لا ريب فيه.
قوله تعالى: " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم " خطاب مشوب بعتاب لتحريمه صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه بعض ما أحل الله له، ولم يصرح تعالى به ولم يبين أنه ما هو؟ وماذا كان؟ غير أن قوله: " تبتغي مرضاة أزواجك " يومي
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست