إعانة الطالبين - البكري الدمياطي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٣
قال، فإن طلقها. وإلا كان الطلاق أربعا (قوله: بل تكرر الخ) الاضراب انتقالي. وقوله الافتاء به: أي بهذا القول (قوله:
أما الفرقة بلفظ الطلاق) محترز قوله بلفظ الخلع (قوله: كما) قصد بلفظ الخ) أي فإنه طلاق (قوله: لكن نقل الخ) استدراك من قوله كما لو قصد الخ (قوله: القطع بأنه) أي لفظ الخلع. وقوله لا يصير طلاقا بالنية: أي كما لو قصد بلفظ الظهار الطلاق فإنه لا يصير طلاقا بالنية.
(خاتمة) نسأل الله حسنها. لو ادعت خلعا فأنكر صدق بيمينه لان الأصل عدمه، فإن أقامت به بينة عمل بها ولا مال لأنه ينكره إلا أن يعود ويعترف بالخلع فإنه يستحقه، أو ادعاه هو وأنكرت طلقت بائنا بقوله ولا عوض عليها: إذ الأصل عدمه فتحلف على نفيه فإن أقام به بينة أو شاهدا وحلف معه ثبت المال، وكذا لو اعترفت بما ادعاه بعد يمينها، ولو اختلفا في عدد طلاق كأن قالت سألتك ثلاث طلقات بألف وأجبتني على ذلك، وقال هو سألتني واحدة بألف وأجبتك عليه، أو اختلفا في صفة العوض كدراهم ودنانير، أو صحاح ومكسرة، أو في قدره كقوله لها خالعتك بمائتين فقالت بل بمائة ولا بينة في جميع ما ذكر لواحد منهما، أو لكل بينة وتعارضتا تحالفا كالمتبايعين. ثم بعد التحالف يجب بينونتها بفسخ العوض مهر المثل، وإن كان أكثر مما ادعاه، لأنه المراد، فإن كان لأحدهما بينة عمل بها. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. وإليه المرجع والمآب.
قال المؤلف رحمه الله تعالى قد تم تبييض وتحرير هذا الجزء الثالث من الحاشية المباركة بعون ذي الفضل والمنة يوم الأربعاء في غرة شهر الله رجب الأصب ، الذي تصب فيه الرحمة على التائبين، وتفيض أنوار القبول على العاملين - سنة ثلاثمائة والف من الهجرة سيد العالمين - لمؤلفها فقير عفو ربه ذي العطا: أبى بكر ابن المرحوم السيد محمد شطا - سائلا من الله العظيم ومتوسلا بالنبي الكريم ان يمن بالتمام على أحسن حال. انه ذو الجود و الافضال. والحمد لله أولا، وآخرا، باطنا، وظاهرا. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة بها تنشرح الصدور، وتهون بها الأمور، وتنكشف (1) بها الستور، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين آمين. تم الجزء الثالث من حاشية إعانة الطالبين ويليه الجزء الرابع أوله: (فصل في الطلاق) اللهم اطلق السنتنا بالشهادتين عند نزول الحمام، بجاه المسك الختام، آمين

(1) قوله وتنكشف: اي تزول بها الستور المرسلة على الفؤاد المحصور، فيشاهد في عالم القصور - رب القصور، المملوءة بالنور، المحدقة بها الحور، ويلاحظ البيت المعمور، إذ الصلاة نور اي تنور القلب وتطهره. اه‍. شرح ورد الصحر.
(٤٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443
الفهرست