الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٧٦
كغيره من الاصطلاحات - بمعنى آخر، فصارت أحرفه توحي لنا إحساسا منفرا، لأننا - كالعادة - لم نبحث عن مدلولاته في كتب القوم وتراثهم، بل استسلمنا لصحف الدول والأنظمة العربية والعجمية العفنة، أو كتابات أعداء الشيعة القدامى لكي نقيم عنهم رأيا، فكنا كمن استفتى الرئيس الأمريكي في الشيوعية دون أن يلتمس هذه النظرية في كتبها الأصلية، وكتب المعتدلين من مفكريها لا المتطرفين، وهذا عندي - وعند كثير غيري - يخلو من النزاهة والإنصاف. أنا أتحدث عن (العصمة) فليس في مصطلحات القوم لفظ أكثر منه تنفيرا لأهل السنة.
لم يؤثر عن الصحابة الكلام في عصمة الأنبياء، بل لا نجد لهذا المعنى ذكرا في حياة الرسول نفسه، والشيعة أول من تكلم فيه، ثم جاء علماء السنة فيما بعد فاضطروا للبحث فيه لرد مقولات الشيعة. فأما عصمة الأنبياء فالخلاف بين الطرفين ليس بواسع، لأن السنة يسلمون بها للأنبياء على خلاف بينهم في أنها مطلقة أم في حدود الرسالة فقط، وليس في هذا الكتاب مجال مناقشة
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست