الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٧٢
منه متحلل، هو الفيصل في المنازعات إذا نشبت، والقائل بكلمته إذا الأمور ادلهمت، لما له من علم شامل واسع، وعقل مدبر، وروح شفافة، ولكونه قد شرب مما لم يشرب منه غيره، واختصه النبي المؤسس بما لم يطلع عليه غيره.
وقد وجد هذا المرجع فعلا، وبهذه المواصفات فعلا، فكان إماما يسلم الكل بإماماته، ويحتاجون إلى رأيه، ويلجأون إليه في المعضلات، فقد حفظت لنا كتب التاريخ والحديث رأيهم فيه، وتسليمهم بمنزلته، حتى كان إذا وقع أحدهم في ورطة قال (معضلة ولا أبا حسن لها).
لكنهم مع هذا، ورغم وجود المرجع بينهم، واستشارتهم له، لم يجعلوا لرأيه إلزاما، فكانوا يطلبون رأيه فيشير عليهم ويستحسنونه، لكنهم بعد ذلك أحرار في أن يعملوا به أو لا يعملوا.
ومن هنا وقعت المخالفات لأنهم سلموا للإمام المرجع بمنزلته، ولم يضعوا في يديه قوة التنفيذ والإلزام، فصار رأيه بلا وزن في الدولة. هذه واحدة.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست