بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٣١٣
والاستدلال بأن فعل المندوب طاعة، وكل طاعة فهو فعل المأمور به، فيه ما لا يخفى من منع الكبرى، لو أريد من المأمور به معناه الحقيقي، وإلا لا يفيد المدعى (1).
____________________
والجواب عنه: ما أشار اليه بقوله: ((غير مفيد)) وحاصله: قد مر مثل هذا الكلام في الجهة الأولى في دوران لفظ الامر بين كونه موضوعا لخصوص الطلب لا غير، واستعماله في بقية المعاني التي ذكرت: من الشيء والفعل والغرض وغيرها يلزم منه اما الاشتراك اللفظي أو المجازية وهما خلاف الأصل.
والجواب عنه أولا: لا صحة لهذه الأصول عند العقلاء.
وثانيا: انها معارضة بمثلها وقد مر تفصيل ذلك في تعارض الأحوال.
(1) وبيان هذا الاستدلال على كون الامر موضوعا للطلب المطلق الشامل للوجوب والندب بتقديم مقدمة له:
وهو ان نقول: ان صدق المشتق على المتحمل للمبدأ الذي بسببه صدق المشتق عليه لابد وأن يكون تحمله للمبدأ وانضمام المبدأ على نحو الحقيقة، مثلا: إذا صدق الضارب على شخص صدقا حقيقيا فلابد وأن يكون ضاربا حقيقة والضرب منضما اليه حقيقة، لا ان انضمام الضرب اليه على نحو المجازية، فإذا تمت هذه المقدمة نقول: انهم استدلوا - على ما ادعوه: من كون الامر موضوعا للأعم - بهذا الشكل: وهو انه لا اشكال ان فعل المندوب طاعة، وكل طاعة هي فعل المأمور به، فينتج ان فعل المندوب فعل المأمور به، فيصدق المأمور به على فعل المندوب صدقا حقيقيا، ولازم ذلك ان المبدأ وهو الأمر قد تحمله فعل المندوب وانضم اليه انضماما حقيقيا، فيصدق على المندوب انه مأمور به حقيقة، ولازم ذلك كون الامر موضوعا لما يعم المندوب وإلا لكان صدق المأمور به عليه على نحو المجاز دون الحقيقة.
والجواب عنه: منع الكبرى تارة لان قولهم كل طاعة لابد وان يصدق عليها لفظ المأمور به صدقا حقيقيا ليست بمسلمة فكلية الكبرى ممنوعة، لأنه لا نسلم ان فعل
(٣١٣)
مفاتيح البحث: المنع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 308 309 310 312 313 314 317 318 319 322 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443