بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٢٦٩
بينهما، من أن المشتق يكون لا بشرط، والمبدأ يكون بشرط لا: أي يكون مفهوم المشتق غير آب عن الحمل، ومفهوم المبدأ يكون آبيا عنه، وصاحب الفصول (رحمه الله) حيث توهم أن مرادهم إنما هو بيان التفرقة
____________________
له لفظ الضارب والأبيض، ولذا لا يصح حمل الضرب والبياض على الذات، ويصح حمل الضارب والأبيض عليها، فالاباء عن الحمل وعدم الاباء عن الحمل داخلان في مفهوم الضرب والضارب.
والسبب في هذين اللحاظين ودخولهما في المفهوم الموضوع له اللفظ: هو ان ماهية البياض - مثلا - تارة تلحظ بما انها كيف خاص وماهية خاصة في قبال سائر الماهيات، فقد اخذ فيها بحسب هذا اللحاظ انها هي غير غيرها من سائر الجواهر والاعراض، بل غير أنواع الكيف أيضا، ففي هذا النظر منظورة بنحو المغايرة لغيرها وانها في قبال غيرها من سائر الأشياء، فهي ملحوظة بشرط لا وأنها ماهية خاصة تباين غيرها من الماهيات، ومع هذا الشرط وهذا اللحاظ وضع لها لفظ البياض، ولذا لا يصح حمله على غيره من سائر الماهيات.
وأخرى: تلحظ الماهية من جهة اتحادها مع غيرها الا انها تقع وصفا لغيرها من الماهيات، ووقوعها وصفا لغيرها لا بد له من جهة اتحاد، وإلا لما صح التوصيف، لأن التوصيف حيثية كون الشيء من لواحق غيره وكونه عارضا عليه، وفي مقام كون الشيء لاحقا لغيره وعارضا عليه لابد له من جهة اتحاد معه، وفي هذا اللحاظ ودخوله في مفهوم هذه الماهية وضع له لفظ الأبيض، ولذا صرح (قدس سره): ان الفرق بين المشتق ومبدئه هو في ناحية المفهوم وان مفهوم كل منهما غير مفهوم الآخر وانه داخل في مفهوم أحدهما انه لا يأبى عن الحمل، وداخل في مفهوم الآخر الإباء عن الحمل، فلحاظ اللا بشرطية ولحاظ البشرط لائية داخلان في صلب المفهوم وليسا خارجين عن المفهوم كالكفر بالنسبة إلى الرقبة.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 268 269 270 272 273 274 277 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443