تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٣
جميع فضل الله سبحانه، وجميع تقصير الخلق.
وقوله سبحانه: (وما تكون في شأن...) الآية: مقصد هذه الآية وصف إحاطة الله عز وجل بكل شئ، لا رب غيره، ومعنى اللفظ: وما تكون يا محمد، والمراد هو وغيره في شأن من جميع الشؤون، (وما تتلو منه): الضمير عائد على شأن أي: فيه وبسببه " من قرآن "، ويحتمل أن يعود الضمير على جميع القرآن.
وقال * ص *: ضمير " منه " عائد على " شأن " و (من قرآن): تفسير للضمير.
انتهى. وهو حسن، ثم عم سبحانه بقوله: (ولا تعملون من عمل)، وفي قوله سبحانه:
(إلا كنا عليكم شهودا) تحذير وتنبيه.
* ت * وهذه الآية عظيمة الموقع لأهل المراقبة تثير من قلوبهم أسرارا، ويغترفون من بحر فيضها أنوارا، و (تفيضون) معناه: تأخذون وتنهضون بجد، (وما يعزب):
معناه: وما يغيب (عن ربك من مثال ذرة) والكتاب المبين هو اللوح المحفوظ، ويحتمل ما كتبته الحفظة.
وقوله سبحانه: (ألا إن أولياء الله...) الآية: " ألا " استفتاح وتنبيه، و (أولياء الله): هم المؤمنون الذين والوه بالطاعة والعبادة، وهذه الآية يعطي ظاهرها أن من آمن واتقى الله، فهو داخل في أولياء الله، وهذا هو الذي تقتضيه الشريعة في الولي، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سئل، من أولياء الله؟ فقال: " الذين إذا رأيتهم ذكرت الله ".
قال * ع *: وهذا وصف لازم للمتقين، لأنهم يخشعون ويخشعون، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال: " أولياء الله قوم تحابوا في الله، واجتمعوا في ذاته، لم تجمعهم قرابة ولا مال يتعاطونه ". وروي الدارقطني في " سننه " عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " خيار عباد
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة